اختتمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، اليوم الأربعاء 21 ماي الجاري، بالعاصمة الفرنسية باريس، فعاليات النسخة الـ24 من “الأسبوع الإفريقي 2025″، بحضور إفريقي وازن ومشاركة مغربية بارزة جمعت بين العرض الفني الأصيل والحضور الدبلوماسي الفاعل.
وشكل تقديم فرقة عيساوة لعرض موسيقي، أحد أقوى لحظات الحفل الختامي، حيث سافرت الفرقة بالحضور في رحلة موسيقية جمعت بين المتعة والروحانية والطابع التقليدي، وبين الإيقاع الإفريقي والهوية المغربية الأصيلة، إذ خلقت أنغام وأهازيج المنشدين تفاعلا كبيرا في قاعة اليونسكو، التي امتلأت عن آخرها بهتافات عالية وتصفيقات الإعجاب.



وأعرب السفير الممثل الدائم للمغرب لدى منظمة اليونسكو، سمير الدهر، في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح فعاليات هذا الأسبوع، عن افتخاره واعتزازه بالتزام المملكة المستمر بقضايا القارة، مؤكدا أن نسخة هذه السنة تشكل محطة بارزة لمناقشة موضوع استعادة التراث الإفريقي من خلال الثقافة والتعليم والعلوم.
وقال الدهر بعدما رحب بأوكسيلار مونتيرغو، السيدة الأولى لجمهورية زيمبابوي، وعدد من الوزراء، وكذا نائب المدير العام لمنظمة FIDESCO، ثم رئيسة المجلس التنفيذي، “إنه لشرف كبير أن أرحب بكم في نسخة سنة 2025 من الأسبوع الإفريقي في اليونسكو، المنظم تحت شعار: التضامن العالمي من أجل استرداد واستعادة التراث الإفريقي من خلال الثقافة والتعليم والعلوم.”
وأكد الدهر، بصفته رئيسا للنسخة الـ24 من فعالية الأسبوع الإفريقي، أن مواصلته قيادة لجنة التنسيق الخاصة بهذه السنة، يعكس التزام المغرب الثابت بهذا المشروع الثقافي القاري، مشيرا إلى أن برنامج هذه السنة يتضمن ثلاث ندوات رئيسية تناقش الأولى “التضامن العالمي من أجل استرداد واستعادة التراث الإفريقي من خلال الثقافة”، بينما تتمحور الثانية حول “دور التعليم في عملية الاسترداد واستعادة التراث الإفريقي”، في حين تتناول الثالثة “الدبلوماسية العلمية كمسار للتضامن العالمي من أجل استرداد واستعادة التراث الإفريقي”.

وأوضح السفير المغربي أن هذه اللقاءات الثلاثة تُجسد طموح الشعوب الإفريقية المشترك، والمتمثل في تحقيق العدالة التاريخية وبناء مستقبل قائم على الاعتراف، والاحترام المتبادل، والتعاون الحقيقي، مؤكدا أن: “الاسترداد لا يقتصر فقط على إعادة الممتلكات، مهما كانت ثمينة، بل يتعلق بنهج شامل يوظف التعليم، والبحث العلمي، والدبلوماسية الثقافية، والتعاون الدولي، من أجل استعادة الذاكرة وتعزيز قدرات المجتمعات الإفريقية”.
وأضاف الدهر أن هذه الجهود تصب في صميم أولويات اليونسكو، خاصة ضمن برنامجها المتعلق بإفريقيا، مشيدا بالأصوات الإفريقية والدولية التي تشارك في هذه النقاشات، والتي تشمل دبلوماسيين، وأكاديميين، وعلماء، وممثلين عن الشباب، الذين يقدمون رؤيتهم حول مستقبل أكثر عدلا واستدامة للقارة.

كما توجه بالشكر إلى سفراء تنزانيا وكينيا وأوغندا، شركاء المغرب في رئاسة لجنة التنظيم، على مساهمتهم الفعالة، وعبّر عن تقديره الكبير للمتحدثين والمشرفين على اللقاءات الحوارية، مثنيا على جهود اليونسكو وقيادتها في دعم التراث الثقافي والتضامن العالمي العادل.
وشدد الدهر على أن هذه اللقاءات تشكل فضاء للحوار والانفتاح وتبادل الرؤى، قائلا: “نأمل أن تُشكّل هذه اللقاءات فضاء للحوار المفتوح، والاستماع النشط، والتفاعل الفكري العميق”.
