كشفت وكالة الأنباء “بلومبرغ” أن روسيا قد أقدمت على إجبار آلاف المهاجرين والطلبة الأجانب، الذين ينحدرون من مجموعة من الدول العربية وشمال إفريقيا، على الالتحاق بقوتها العسكرية من أجل القتال في حربها مع أوكرانيا.
وجاء في تقرير نشرته الوكالة نقلا عن مسؤولين أوروبيين، أن الكرملين قد عمد إلى إشراك الأجانب في الحرب الأوكرانية، ولا سيما في منطقة خاركييف، وذلك في إطار تعزيز القوة البشرية للجهاز العسكري الروسي، لضمان استمراريته في الحرب إلى حين هزمه أوكرانيا بشكل نهائي.
وتابع تقرير “بلومبرغ” أن مجموعة من المسؤولين الروس قد عمدوا إلى التهديد بالامتناع عن “تمديد تأشيرات الطلاب والعمال الأفارقة المقيمين في روسيا، في حال لم يعبروا عن موافقتهم بالالتحاق بالجيش الروسي والقتال في ساحة الحرب”.
وذكرت الوكالة أن روسيا قد لجأت كذلك إلى تجنيد مجموعة من المساجين فألحقتهم بالجيش، وذلك إلى جانب مساومة عدد مهم من المهاجرين والطلبة الأفارقة بتأشيرات العمل، واضعة أمامهم خياريين لا ثالث لهما، إما “الترحيل” أو “الانضمام إلى الجيش”.
وأكدت “بلومبرغ” أن أحد المسؤولين الأوروبيين، الذين رفضت أن تكشف عن اسمهم أو معلوماتهم لأسباب أمنية، قد ذكر أن بعض المهاجرين والطلبة العرب ومن شمال إفريقيا قد لجأوا إلى منح رشوة لمجموعة من المسؤولين الروس من أجل السماح لهم بالبقاء في البلاد وإتمام دراستهم دون إجبارهم على الالتحاق بالجيش.
ولفت أحد المسؤولين سالفي الذكر لـ”بلومبرغ” أن إجبار الطلبة الأفارقة والعرب على الانضمام للجيش، ليس وليد اليوم، وإنما يعود إلى مراحل مبكرة من بداية الحرب، لا سيما وأن قواتها تتكبد خسائر مادية وبشرية، حيث كانت تفقد، في ماي، أزيد من 1200 جندي في اليوم، مبرزة أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية لم تتفاعل مع الرسالة التي أرسلتها الوكالة والتي تطالب فيها التعليق على هذا التقرير.
وكانت تقارير إعلامية سابقة استندت إلى معلومات من الاستخبارات الأوكرانية، قد كشفت أن روسيا قامت بحملة تجنيد واسعة وعالمية، عمدت فيها إلى تجنيد مهاجرين وطلبة حوالي 21 دولة على الأقل، بما فيها مجموعة من الدول العربية وشمال إفريقية، من قبيل: المغرب، الجزائر، تونس وغيرهم، وكذا دول إفريقية وآسيوية.
واستهدفت حملات التجنيد هاته مجموعة من المهاجرين والطلبة الذين كانوا قد بحثوا في السابق عن عمل في روسيا، مستخدمة في عملية إغرائهم لقبول الانضمام للجيش الروسي أجور مرتفعة ووعود بعمل مربح قبل أن يجري إجبارهم على التدريب وإرسالهم بالقوة إلى جبهات القتال.
وتجدر الإشارة إلى أن يفغيني بريماكوف، رئيس الوكالة الفدرالية الروسية “روسوترودنيتشيستفو” للتعاون الخارجي، كان قد ذكر في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، المنعقد يوم الخميس الماضي، أن وكالته تسجل بشكل سنوي ما مجموعه 6500 طالب من دول إفريقية للدراسة في روسيا بالمجان.
تعليقات( 0 )