قال محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن المغرب لا يقبل أن يجتر قضية الصحراء المغربية لعقود أو لسنوات أخرى، مبرزا أن هذه القضية هي نتاج لفترة الاستعمار ولا علاقة لها أبدا باستقلال شعب معين.
وأوضح محمد نبيل بنعبد الله، القيادي في حزب التقدم والاشتراكية، على هامش لقاء نظمه اتحاد الكتاب والصحافيين العرب بباريس، أنه لا يجب أن تجتر أجيال اليوم مشكل الصحراء، الذي أكد أنه من نتاج الحقبة الاستعمارية وأنه لا يمت بصلة لادعاءات “التحرر الوطني” أو “الاستقلال”، مبرزا أن فرنسا تشارك المغرب نفس هذا التوجه الايديولوجي والفكري.
وقال بنعبد الله: “لا يمكن لأجيال اليوم أن تستمر في اجترار مشكل الصحراء المغربية لعقود أو لسنوات أخرى، خاصة وأن الموضوع يعود إلى القدم، وهو نتاج لفترة الاستعمار، أي نتاج استعماري مباشرة ولا علاقة له أبدا بتحرر وطني، أو بسعي شعب إلى الحصول على استقلاله، كما تنوي بعض الأطراف التي تشاركنا نفس التوجه الايديولوجي والفكري بما في ذلك من فرنسا، فالأمر يختلف تماما عن ذلك”.
وذكر أنه خاض صراعات قوية لشرح هذا الموقف لمجموعة من الجهات الأجنبية بما فيها المكونات الفرنسية، مشددا على أن الجميع يرفض في المغرب استمرار هذا المشكل لمدة طويلة، حيث قال: “هناك رفاق أعزاء علي، خضنا معارك ضارية مع عدد من المكونات الفرنسية وغير الفرنسية في هذا الموضوع، من أجل تفسير هذا الأمر، ومن هذا المنطلق أصبحنا في المغرب بشكل متفق عليه بشبه إجماع، رافضين لأن يستمر هذا الطرح إلى مدة أطول مما نحن عليه اليوم”.
ووصف بنعبد الله موقف المغرب بخصوص قضيته الأولى بـ”الحازم”، قائلا: “على أي حال ودون الدخول في التفاصيل، أعتقد أن هذا الموقف المغربي الحازم، قد عُزز بعدد من الاعترافات الأساسية إما بمغربية الصحراء أو بالحكم الذاتي كحل وحيد لمسألة الصحراء”.
واستطرد المتحدث ذاته أن فرنسا كانت تستخدم الدقة في التعبير بشكل رسمي في مساندة موقف المغرب من الصحراء المغربية، قائلا: “يعلم الإعلاميون والإعلاميات بدون شك أن هناك نوع من الدقة في التعبير مرتبطة في كون البعض بما في ذلك فرنسا، كانت تقول بشكل رسمي أنها تساند مقترح الحكم الذاتي بالنسبة لقضية الوحدة الترابية، وكل السر هو أن يتم الاعتراف بهذا المقترح كحل وحيد، وهذا ما فعلته فرنسا مؤخرا”.
وأشاد بنعبد الله بحقيقة أن فرنسا أكدت أن حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية، إذ قال: “ذهبت فرنسا إلى أبعد من ذلك، بحيث أنها اعتبرت في رسالة شهيرة من الرئيس ماكرون تعود إلى الـ 30 يوليوز من هذه السنة، بمناسبة عيد العرش بالمغرب، قال فيها إنه يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء لا يمكن أن يكون إلا في إطار السيادة الوطنية المغربية”.
وخلص بالإشارة إلى أن الموقف الفرنسي الدقيق فتح الباب على مصراعيه أمام عهد جديد من العلاقات المغربية الفرنسية، قائلا: “هذا الأمر فتح الباب أمام صفحة جديدة في العلاقات مع فرنسا، والزيارة الأخيرة كانت تتويجا لذلك، وعرفت نجاحا كبيرا مرتبطا بأهمية الاستقبال، وبالاتفاقيات المختلفة الموقع عليها، بالخطاب الذي ألقاه ماكرون في البرلمان”.
تعليقات( 0 )