بنعبد الله: النموذج التنموي يحتاج إلى أبعاد قيمية وفكرية وسياسية

قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن النموذج التنموي يحتاج إلى إدراج مجموعة من الأبعاد القيمية والفكرية والسياسية، التي يمكنها أن تحول دون تدني المستوى الثقافي العام وبالتالي إنتاج صحافة راقية، بعيدا عن التراجع الذي تشهده الصحافة الورقية والحزبية.

وأوضح محمد نبيل بنعبد الله، في حوار أجرته معه جريدة “سفيركم” الإلكترونية، في إطار برنامج “طاجيم“، الذي يقدمه الصحفي والكاتب طلحة جبريل، والذي يبث في القناة الرسمية للجريدة على منصة اليوتيوب: “نحن في حاجة إلى أن يكون للبعد الثقافي والقيمي والفكري أبعاد أساسية في النموذج التنموي وفي المشروع الذي نحمله، لأنه بقدر ما سيتدنى المستوى الثقافي العام، وليس فقط التعليمي، بقدر ما من الصعب أن نتوفر على صحافة من مستوى راقي ومتقدم “.

وسجل بنعبد الله وجود ضعف حقيقي في الشأن الثقافي المغربي العام، ولا سيما في المجال التعليمي والفكري وعلى مستوى الكتابة والقراءة، قائلا: “ما نعيشه من تراجع على مستويات عديدة تتعلق بالممارسة الديمقراطية، والحس السياسي وتراجع المثقفين وأدوارهم في المجتمع، سواء تعلق الأمر بالجامعة وارتباطها بالإنتاج الاجتماعي عموما، كما كنا نرى ذلك في الستينيات أو السبعينيات وإلى حدود ثمانينيات القرن الماضي”.

وفي هذا الصدد، قال بنعبد الله: “اليوم نرى كيف أن هناك ضعف حقيقي على هذا المستوى، وكيف أن الأقلام التي كانت تكتب في الصحافة، لم تعد تكتب، من مفكرين وفلاسفة وعلماء اجتماع كبار، الذين كان يتوفر عليهم المغرب ومازال، لكنهم في العموم لا يلجؤون إلى الصحافة المكتوبة، وكيف أن مستوى التعليم الذي تدنى أدى أيضا إلى تراجع مستوى الكتابة في بلادنا، والعزوف عن القراءة وهي ظاهرة مغربية كبيرة فيكفي أن نرى ما يحدث للكتاب”.

وخلال حديثه عن واقع الصحافة، اعتبر بنعبد الله أن غياب الإمكانيات المادية والبشرية وتداخل العاملين معا، هو سبب تدني الصحافة الحزبية في المغرب، مستحضرا تجربته في وزارة الاتصال، التي كان قد تقلد فيها منصب الوزير، خلال الفترة الممتدة من نونبر 2002 إلى أكتوبر 2007.

واستطرد، قائلا : “الإمكانيات المادية من دون شك، لكن حتى عندما قدمنا لأول مره في تجربتي على مستوى وزارة الاتصال دعما عموميا، كان دعما من أجل دعم التعددية والحفاظ على أصوات وتعبیرات تعكس بشكل أو بآخر التنوع السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي الذي يزخر به المغرب”.

وتأسف بنعبد الله من استعمال البعض للدعم الذي كان مخصصا آنذاك للصحافة الحزبية في مصالح شخصية، حيث قال: “هذا الدعم في كثير من الأحيان استعمل لاغراض شخصية مع الأسف”، مفسرا ذلك بعدم وجود “مراقبه شديدة لطرق استعماله مع العلم أن الإمكانيات التي خصصت تظل غير كافية”.

ومن جانب آخر، فسر بنعبد الله تراجع الصحافة الورقيه في العالم بالتقدم التكنولوجي الكبير وبمضمون الصحف، قائلا: “عموما ما يحدث في العالم هو تراجع لصيت الصحافة المكتوبة الورقية، لأن هناك وسائل تعبير أخرى ظهرت، وأساسا تلك المرتبطة بالشبكات الاجتماعية وبالمواقع الإلكترونية، والتي تبقى تقدما تكنولوجيا ضروري لا محيد عنه”.

وفيما يخص المغرب، عزى نبيل بنعبد الله، الوضعية التي تشهدها الصحافة الورقية على المستوى الوطني إلى عدم قدرتها على تطوير محتوياتها، مضيفا أن الصحافة الحزبية هي من المكونات الأساسية للصحافة الورقية، مبرزا أنها أصبحت الآن “تصدر فقط من أجل أن تصدر”، وأن الصحف المغربية تبيع اليوم ما يناهز 30 ألف نسخة، الذي يبقى رقما هزيلا.

 

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)