قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن قضية الصحراء المغربية تمثل أهم وأعدل قضايا الوطن، مؤكدا أنها لا تقبل المساومة أو التنازل، مشيدا بالدينامية الرسمية والشعبية الداعمة لها، ومعتبرا أن المغرب بات اليوم في موقع قوة ينبغي استثماره بعقلانية ويقظة في “الأمتار الأخيرة” نحو الحسم النهائي.
جاء ذلك خلال مشاركته، صباح الاثنين 5 ماي 2025، في ندوة وطنية نظمها مجلس المستشارين، عبر المجموعة الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بتقديم الاستشارة حول القضية الوطنية الأولى، تحت عنوان: “البرلمان وقضية الصحراء المغربية: من أجل ديبلوماسية موازية ناجعة وترافع مؤسساتي فعال”.
وفي كلمته، التي حصل “سفيركم” على نصها الكامل، وجَّه بنعبد الله تحية لمجلس المستشارين على مبادرة تشكيل المجموعة الموضوعاتية وتنظيم هذه الندوة، معتبرا أنها تشكل “قيمة مضافة لمقاربتنا الوطنية التشاركية، والمتأسسة على ذكائنا الجماعي وإجماعنا الراسخ حول وحدتنا الترابية التي لا تنازل عنها ولا مساومة فيها”.
وأكد بنعبد الله أن الحزب يعتبر القضية “مسألة تحرر وطني، وقضية مركزية مبدئية تتعلق بالهوية الوطنية، وحق وطني يعلو على كل الاعتبارات”، معتبرا أن التحولات التي تشهدها القضية اليوم، خاصة من خلال اعترافات دول مؤثرة بمغربية الصحراء أو بمبادرة الحكم الذاتي، دليل على نضج المقاربة المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، التي وصفها بأنها تقوم على “الإقدام، والاستباقية، والحزم، والنجاعة، والندية، والوضوح، وتنويع الشراكات”.
وأشاد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بالدور الذي تلعبه الدبلوماسية الرسمية، إلى جانب الدبلوماسية البرلمانية والاقتصادية والرياضية والثقافية والعلمية، ومغاربة العالم، معتبرا أن الرياح الدولية تهب حاليا في صالح المغرب، لكن دون إغفال أهمية استمرار التعبئة واليقظة، قائلا: “لأن الأوضاع الدولية، بطبيعتها، متقلبة، فإنه من واجبنا في الأمتار الأخيرة أن نتحلى باليقظة اللازمة، ونواصل الجهد الدبلوماسي المتضافر”.
ولم يُخفِ بنعبد الله انتقاده الحاد لسلوك النظام الجزائري، الذي وصفه بـ”المعادي والمُضر أساسا بالشعب الجزائري”، قائلا: “نؤكد حذرنا من جنون هذه التوجهات الجامدة والمنفصلة عن الحقيقة لحكام الجزائر، وفي نفس الوقت نؤكد الحرص على عدم السقوط في التعامل بمثلها”، مشيدا بما سماه “السمو الذي يتعامل به جلالة الملك مع جارتنا الجزائر”.
وأكد بنعبد الله أن الوضع الحالي يجب أن يكون مدخلا للحسم، مطالبا الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها “في التمييز القطعي بين ما يجسده المغرب من حيث المشروعية والمصداقية، وبين الوهم والاضطراب”.
وكشف الأمين العام أن حزب التقدم والاشتراكية شكل فريق عمل للاشتغال على الجوانب المختلفة لمبادرة الحكم الذاتي، مؤكدا أن هذا العمل يتطلب العمق والتريث، مشددا في ختام كلمته على أهمية تطوير مقاربة وطنية جماعية تشمل مختلف القوى والمؤسسات.