قال الباحث في العلاقات الدولية، نضال بنعلي الشرقاوي، إن زيارة الوزيرة الفرنسية رشيدة داتي، إلى الأقاليم الجنوبية ليست حدثا عابرا، معتبرا أنها ستفتح المجال لزيارات فرنسية أخرى للمنطقة.
وتابع في تصريح لصحيفة “سفيركم” أن فرنسا التي لطالما حاولت اللعب على الحياد في قضية الصحراء، تريد أن تؤكد من خلال زيارة “داتي” ليس فقط على متانة العلاقات المغربية الفرنسية، بل على أن باريس تتجه نحو موقف أكثر وضوحا ودعما للمملكة، خاصة مع التغيرات الجيوسياسية التي تعرفها المنطقة.
وفي هذا الباب قال إن المغرب أصبح شريكا استراتيجيا في ملفات الأمن، الطاقة، والهجرة.
ويرى بنعلي أن الوزيرة الفرنسية لم تأتِ إلى العيون في زيارة بروتوكولية فقط، بل شاهدت بنفسها حجم المشاريع التنموية الكبرى التي أطلقها المغرب في الأقاليم الجنوبية، من البنية التحتية المتطورة إلى الاستثمارات في الطاقات المتجددة والموانئ.
كما أورد أن المغرب يعمل على تطوير الصحراء المغربية لتصبح قطبا اقتصاديا يربط إفريقيا بأوروبا وأمريكا اللاتينية عبر المحيط الأطلسي.
وخلفت زيارة داتي ردود فعل واسعة على المستوى الإقليمي، فقد هاجمت الجزائر ، يوم الثلاثاء المنصرم زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية إلى مدينة العيون.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان رسمي إن “قيام عضو من أعضاء الحكومة الفرنسية بزيارة إلى منطقة الصحراء يُعد أمرا خطيرا للغاية”، حسب تعبيرها.
وهي الخطوة التي تستدعي بحسب الجارة الشرقية “الشجب والإدانة على مختلف الأصعدة، لما تمثله من استخفاف سافر بالشرعية الدولية من قبل دولة عضو دائم في مجلس الأمن الدولي”، على حد تعبير البيان.