قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن إفريقيا اليوم بحاجة إلى ما وصفه بـ”صدمة كهربائية للتكامل”، محذرا من أن الوقت لم يعد يسمح بالمراوغات أو التباطؤ في تحقيق الاندماج القاري الحقيقي.
وأكد بوريطة، خلال كلمته في احتفالية يوم إفريقيا التي نُظمت اليوم الإثنين بالرباط، أن “هذه الصدمة لن تأتي من الخارج، بل من داخل القارة، عبر إرادة وإصرار أبنائها”، داعيا إلى تعبئة شاملة وتحرك فعلي لترسيخ التعاون البيني وتحويل طموحات التنمية إلى واقع ملموس.
وشدد الوزير على أن المغرب، بتوجيهات من الملك محمد السادس، جعل من إفريقيا “أولوية استراتيجية ثابتة في سياسته الخارجية”، قائلا: “المغرب لا يحتفل بإفريقيا يوما واحدا في السنة، بل يعيشها ويستثمر فيها ويؤمن بها كل يوم”.
كما أبرز أن حجم التجارة البينية بين الدول الإفريقية لا يتعدى 15 بالمائة، مشيرا إلى أن القارة تمثل بالكاد 3 في المائة من التجارة العالمية، وهو ما يفرض – حسب بوريطة – تغييرا جذريا في نماذج التعاون والتنمية، عبر تعزيز سلاسل القيمة، وتحويل الموارد محليا، وتحقيق سيادة غذائية وصناعية وطبية.
وخلص إلى أن المغرب لا يدعي امتلاك نموذج خارق، لكنه “اختار العمل والوفاء بالوعود”، مؤكدا أن المملكة تتصرف كشريك طويل الأمد، لا كسوق للهيمنة أو مجال للتأثير الظرفي.