بياض: الإقلاع الاقتصادي لا يتم بالمقاربة التقنية بل باستحضار مسارات من التطور

كشف أستاذ التاريخ الاقتصادي والتاريخ المعاصر، طيب بياض، أنه لا يمكن الحديث عن تحقيق إقلاع اقتصادي ضمن مقاربة تقنية دون استحضار مسار تطور البلد، مبرزا أن الأمر يحتاج تسليط الضوء على محطات تاريخية رئيسية ومسارات مهمة من التطور.

وأوضح طيب بياض، أستاذ التاريخ الاقتصادي والمعاصر بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، وعضو الجمعية المغربية للبحث التاريخي، وعضو هيئة المجلة الدولية المتخصصة في الهندسة والعلوم الاجتماعية، في حوار أجرته معه جريدة “سفيركم” الإلكترونية، في إطار برنامج “حكامة“، الذي يقدمه الإعلامي جمال بندحماد، والذي يبث في القناة الرسمية للجريدة على منصة اليوتيوب، أنه “في الواقع عندما نتحدث اليوم عن الاقتصاد المغربي في الوقت الراهن، لا يمكن أن نفهمه إلا ضمن سياقات شريحة، وضمن مسار من التطور”.

وأكد المتحدث ذاته، أن فهم الاقلاع الاقتصادي في المغرب يحتم علينا “فهم ما الذي يجعلنا اليوم نقدم اختيارات معينه في تدبير الشأن الاقتصادي على أخرى، وهل ندبر الظرفيه أم ندبر بنية ممتدة في الزمن الطويل، وما علاقتنا بالتحولات الاقتصاديه التي عاشها المغرب على الأقل نوعا من التحقيب الذي يمكن يكون إجرائي، ويقدم ربما عناصر تفسير من واقع تقليدي ما قبل استعماري، أي اقتصاد الندرة والقلة والكفاف إلى محاولة التحديث والعصرنة زمن ما أسميه أو ما أسماه المرحوم الأستاذ ابراهيم بوطالب “مقاوله الحماية”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن مسألة الازدهار الاقتصادي للمغرب تتطلب استحضار مجموعة من المحطات المهمة من التاريخ المغربي، من قبيل: محاولة إدخال نوع من التدبير العصري في الاقتصاد والبنيات الاقتصادية الحديثه، ثم الاختيارات الاقتصاديه لما بعد سنة 1956 من تدبير تركة الحماية، وصولا إلى مختلف المحطات التي عشناها إلى اليوم، مؤكدا أن النظر إلى هذا الموضوع يبقى رهينا بسياقات مرتبطة بطبيعة الإنسان المغربي واختياراته وشخصيته.

واستشهد بياض، في هذا الصدد، بالتجربة الصينية، قائلا: “رتبت لي الظروف أن أزور الصين في سنة 2018، وطرح لدي سؤال هل ما حققته الصين من طفرة يعود فقط إلى الابتكار التقني والمهارات التقنية والعقل الصيني المبدع في كل ما هو تقني اليوم” مستطردا أن “تركيبة الشخصيه الصينية هي التي خلقت من رصيدها الحضاري ومن تراثها وتاريخها تلك المادة الصلبة القابلة القادرة على الانطلاق متى أرادت أن تعلن انطلاقتها”.

 

تعليقات( 0 )