في مشهد أخاذ يسر الأعين، اختلط فيه البياض بلون الجبل، مشكلا لوحة فنية يمتزج فيها جبل تاصميت بروعة بياضه الناصع، ومدينة بني ملال بأشجارها الزيتونية وجدرانها البرتقالية.
وارتدى هذا الجبل الرداء الأبيض بعض التساقطات الثلجية التي أدخلت السرور على ساكنة المنطقة، الذين دائما ما ينتظرون هذه الفترة من السنة للاستمتاع بسحر القمة التي تجذب السياح والراغبين في زيارة المنطقة.
ولا بما أن سحر الثلوج يغري المغاربة والأجانب للصعود للقمم الجبلية، فإن جبل تاصميت بدوره يساهم في تنشيط السياحة والاقتصاد المحلي، حيث تبدأ دور الضيافة والمطاعم والمحلات التجارية في استقبال الزوار سواء المغاربة او الأجانب الراغبين في الاستمتاع بالصيام في هذه القمة أو ممارسة التزلج، والتقاط صور تذكارية.
ولا تقتصر قمة جبل تاصميت على جذب السياح والزوار فقط، بل حتى المصورين الفوتوغرافيين وهواة التصوير المهتمين بتوثيق رداء جبل تاصميت الأبيض، بالتقاط صور ومشاهد بانورامية قبل ذوبان الثلوج خاصة وأن فصل الصيف على الأبواب.
وتعتبر ثلوج قمة تاصميت نذير خير على الفلاحين ومربوا المواشي في المنطقة، حيث أحيت آمالهم بعد الجفاف الذي تعرفه جهة بني ملال خنيفرة التي تشهد تراجعا مهما في معدل التساقطات المطرية والثلجية.
ومن جانب آخر، من المتوقع أن تساهم هذه التساقطات الثلجية في تحسين وضعية الفرشاة المائية، من خلال المساهمة في زيادة طفيفة على مستوى ملء السدين الأساسيين للمناطق السقوية بجهة بني ملال-خنيفرة، ويتعلق الأمر بسد بين الويدان وسد أحمد الحنصالي، المزودين الرئيسيين للجهة.
وعن أصل تسمية الجبل بـ “تاصميت” فيعود أصل الكلمة إلى اللغة الأمازيغية التي تعني “الباردة” خاصة وأن الثلج لا يفارق قمة هذا الجبل طيلة فصل الشتاء إلّا في فصل الصيف الذي تشهد فيه المنطقة حرارة قوية.
وجدير بالذكر أيضا أن جبل تاصميت يعتبر قمة عالية تطل على مدينة بني ملال، حيث يبلغُ علوها ما مجموعه 2247 متر، كما يعد من المعالم الطبيعية التي تتميز بها جهة بني ملال خنيفرة الغنية بطبيعتها الخلابة ومعالمها التاريخية وكذا مناطقها الأركيولوجية. ويمكن بلوغ جبل تاصميت من خلال المرور بعيون وحدائق عين أسردون ثم الاتجاه شرقا.
تعليقات( 0 )