أطلق عدد من أبناء الجالية المغربية المقيمين بأوروبا، وأمريكا، وكندا، حملة واسعة للتعبير عن سخطهم من غلاء أسعار التذاكر حيث بلغ عدد الموقعين على عريضة نشرت في يونيو الماضي في موقع “Change” المتخصص في تقديم العرائض والملتمسات 8645 شخصا.
وأدى هذا الارتفاع في أسعار التذاكر تزامنا مع اقتراب عيد الأضحى إلى خلق صعوبات للجالية المغربية لزيارة بلدهم والتواصل المباشر مع أهلهم، مما دفعهم إلى المطالبة بحلول فورية لتخفيض هذه التكاليف الباهظة.
وفي هذا السياق، قالت النائبة البرلمانية نعيمة فتحاوي، عن حزب العدالة والتنمية، في تصريحها لجريدة “سفيركم” إن “العديد من المغاربة المقيمين بالخارج، خاصة الطلبة الذين يتابعون دراستهم في مجموعة من الدول، وكذا الجالية المغربية التي اعتادت قضاء العطلة لزيارة الأهل والأحباب في المغرب أو الذين يفكرون في العودة إلى أرض الوطن كلهم يعانون من غلاء أسعار تذاكر الطيران”.
وتابعت المتحدثة نفسها قائلة: “يواجه هؤلاء من أجل العودة إلى البلاد، ارتفاعا كبيرا في أسعار الرحلات الجوية، وهو ما دفعهم إلى المطالبة بالتدخل من أجل تخفيضها لتمكينهم من ولوج التراب الوطني، حيث تفاجأ العديد منهم، خلال محاولاتهم اقتناء التذاكر، بارتفاع كبير في أسعارها، مما وضع الكثير منهم أمام صعوبة أو استحالة اقتنائها، يعني استحالة زيارة الوطن، خصوصا في حالة تعدد أفراد العائلة وهو الغالب، إذ إن شركة الخطوط الملكية المغربية قامت بفرض أسعار باهظة، الأمر الذي سيجعل بعضهم يعجزون عن رؤية عائلاتهم خلال فترة العطلة الصيفية”.
وذكرت فتحاوي، أن شركة الخطوط الملكية المغربية تفرض أسعارًا باهظة، مما يجعل من الصعب على الأسر متعددة الأفراد تحمل تكاليف السفر، فعلى سبيل المثال، تبلغ تكلفة الرحلة من باريس إلى أكادير حوالي 9000 درهم، مما يعني أن الأسرة المكونة من والدين وطفلين ستتكلف ما لا يقل عن 36000 درهم للرحلة ذهابًا وإيابًا، دون احتساب المصاريف الأخرى المرتبطة بالزيارة، وهي مصاريف لا يَقدر عليها غالبية المغاربة المقيمين بالخارج، خصوصا في ظل الغلاء الفاحش والتضخم والبطالة التي تعاني منها بلدان المهجر وبلادنا أيضا”.
وأشارت فتحاوي، إلى “أن عددًا من أفراد الجالية في أوروبا وأمريكا وكندا أطلقوا حملة واسعة للتعبير عن غضبهم، حيث وقع 8645 شخصًا على عريضة نشرت في يونيو الماضي على موقع “Change” المتخصص في تقديم العرائض، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لخفض أسعار التذاكر لتمكينهم من زيارة وطنهم”.
وتابع المصدر ذاته، “لذلك عمت حالة من الاستياء والسخط عددا من المغاربة المقيمين بدول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، معبرين عن غضبهم من الارتفاع المستمر لأسعار تذاكر الطيران مع مختلف الخطوط، والتي تحرمهم من السفر إلى وطنهم الأم واللقاء بعائلاتهم وأصدقائهم، وطالب مغاربة أمريكا وكندا، الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارتي النقل والسياحة بضرورة التدخل لخفض أسعار التذاكر من أجل تمكينهم من زيارة بلدهم”.
وحسب مصادر متخصصة، فإن أسعار تذاكر الطيران من كندا وأمريكا نحو المغرب تتراوح بين 23 ألف درهم و26 ألف درهم في فصل الصيف، فيما لا يتجاوز سعرها بقية شهور السنة عن 10 آلاف درهم! الأمر الذي جعل من مغاربة أمريكا وكذا مغاربة أوروبا والعالم غير قادرين على زيارة الأهل وصلة الرحم وربط جسور التواصل مع الوطن وربط أبنائهم بثقافة بلدهم الأصلي، وذلك بسبب غلاء أسعار التذاكر.
وأكدت فتحاوي، على أهمية مساهمة الجالية المغربية في الاقتصاد الوطني من خلال تحويلاتهم المالية التي بلغت حوالي 115 مليون درهم في السنة الماضية، وهو مبلغ يتجاوز رقم معاملات الفوسفاط لنفس السنة.
وشددت النائبة الفتحاوي، على ضرورة تسهيل زيارة المغاربة المقيمين بالخارج لوطنهم للحفاظ على الروابط الأسرية والثقافية، قائلة، “طالبتُ قبل أسابيع الوزارات الوصية، من خلال مبادرات رقابية، باتخاذ إجراءات مستعجلة لتخفيض أسعار الرحلات الجوية على متن شركة الخطوط الملكية المغربية، لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج من وإلى الوطن والعمل على كراء طائرات لهذا الغرض لتفادي رفع أسعار الرحلات خلال الفترة المذكورة”.
فيما دعت النائبة فتحاوي الوزارات المعنية، وخاصة وزارتي النقل والسياحة، إلى التدخل العاجل لتخفيض أسعار تذاكر الطيران، بقولها ” ولابد كذلك من تدخل اللجنة الوزارية المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، والتي أحدثت لدى رئيس الحكومة سنة 2013″.
تعليقات( 0 )