قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين، إنه سيحمل إيران مسؤولية أي هجمات تنفذها جماعة الحوثي التي تدعمها في اليمن في وقت توسع فيه إدارته أكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وفقا لما ذكرته رويترز.
وردا على تهديد الجماعة المتحالفة مع إيران للملاحة الدولية بدأت واشنطن موجة جديدة من الغارات الجوية يوم السبت.
وذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين أن الغارات استهدفت يوم الاثنين مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر ومحافظة الجوف شمالي العاصمة صنعاء.
وقال ترامب عبر منصة تروث سوشيال “من الآن فصاعدا، سيُنظر إلى كل طلقة يطلقها الحوثيون على أنها خرجت من أسلحة وقيادة إيران، وستتحمل إيران المسؤولية وستواجه عواقب، وستكون هذه العواقب وخيمة!”.
وقال البيت الأبيض إن رسالة ترامب لإيران هي أن تأخذ تصريحات الولايات المتحدة على محمل الجد.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها قصفت أكثر من 30 موقعا حتى الآن، وستستخدم قوة مميتة هائلة ضد الحوثيين حتى يتوقفوا عن هجماتهم. وصرح المتحدث باسم البنتاجون شون بارنيل بأن الهدف ليس تغيير النظام.
وقال اللفتنانت جنرال أليكس جرينكويش، مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة إن أحدث حملة ضد الحوثيين مختلفة عن الحملة التي شنها الرئيس السابق جو بايدن، لأن الأهداف أوسع نطاقا وتشمل خبراء الطائرات المسيرة البارزين في جماعة الحوثي.
وقال جرينكويش إن عشرات الحوثيين قُتلوا في الضربة.
وقالت وزارة الصحة التابعة للحوثيين يوم الأحد إن 53 شخصا على الأقل قُتلوا في الهجمات. وأضافت أن خمسة أطفال وامرأتين من بين القتلى، بينما أصيب 98 آخرون. ولم يتسن لرويترز التحقق من أعداد الضحايا بشكل مستقل.
وشنت جماعة الحوثي التي تسيطر منذ نحو عشر سنوات على أكثر مناطق اليمن اكتظاظا بالسكان، هجمات على السفن قبالة السواحل اليمنية بدأتها في نوفمبر تشرين الثاني 2023، مما تسبب في تعطيل التجارة العالمية.
وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن الضربات قد تستمر أسابيع في وقت تكثف فيه واشنطن ضغوطها على إيران بفرض عقوبات لإجبارها على التفاوض بشأن برنامجها النووي.
وتسلمت إيران الأسبوع الماضي رسالة من ترامب عبر مسؤول إماراتي يقترح فيها الرئيس الأمريكي إجراء محادثات نووية مع طهران، ورفض الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الرسالة ووصفها بأنها “مخادعة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي يوم الاثنين إن إيران سترد على رسالة ترامب بعد “دراسة متأنية”.
ويقول الحوثيون إن هجماتهم تأتي تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة. وأجبرت هجمات الحوثيين شركات الشحن على تغيير مسار سفنها نحو رحلات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب قارة أفريقيا.
وتصف الولايات المتحدة وحلفاؤها هذه الأعمال بأنها تُنفذ بلا تمييز وتشكل تهديدا للتجارة العالمية.
وذكر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي يوم الأحد أن الجماعة ستستهدف السفن الأمريكية في البحر الأحمر ما دامت الولايات المتحدة مستمرة في هجماتها على اليمن.
واستطاع الحوثي أن يجعل من الجماعة جيشا يضم عشرات الآلاف من المقاتلين ويمتلك ترسانة من الطائرات المسيرة المسلحة والصواريخ الباليستية. وتقول السعودية ودول غربية إن إيران تزود الجماعة بهذه الأسلحة، وهو ما تنفيه طهران.
ورغم الدعم الإيراني، ينفي الحوثيون تدخل طهران في قرارات الجماعة ويقول خبراء في الشأن اليمني إن دوافعها محلية في المقام الأول.
وذكر المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان بثه التلفزيون صباح يوم الاثنين أن الجماعة نفذت هجوما ثانيا على حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس. ترومان وسفنها الحربية في البحر الأحمر.