أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا، دونالد ترامب، عن ترشيحه للسيناتور ماركو روبيو لشغل منصب وزير الخارجية في إدارته القادمة، وهو ما يثير قلقا كبيرا في الجزائر، بسبب مواقف روبيو المعارضة للجزائر وعلاقاتها مع روسيا.
ويُعد ماركو روبيو، الذي يمثل ولاية فلوريدا في مجلس الشيوخ، أحد الشخصيات البارزة في السياسة الأمريكية، وله تاريخ طويل في الشؤون الخارجية.
ويتمتع روبيو، حسب الصحافة الأمريكية بسمعة قوية في قضايا الأمن الدولي والسياسات الخارجية، وله دور مؤثر في تشكيل العلاقات مع دول مثل روسيا والصين والدول العربية، لكن تعيينه في هذا المنصب لن يكون محط ترحيب لجميع الدول، وعلى وجه الخصوص الجزائر.
فبالنسبة للجزائر، يُعتبر ترشيح ماركو روبيو وزيرا للخارجية بمثابة خبر غير سار، وذلك على خلفية مواقفه السابقة حيال السياسات الجزائري، إذا قام في سنة 2022، بتوجيه رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، يطالب فيها بفرض عقوبات على الجزائر بسبب شرائها للأسلحة من روسيا.
واعتبر روبيو هذا التعامل بمثابة تمويل لموسكو لمواصلة حربها على أوكرانيا، وبالتالي فإن تعيينه في منصب وزير الخارجية يثير مخاوف في الجزائر من إمكانية تعرضها لضغوط دبلوماسية وعقوبات اقتصادية.
وتستند دعوات ماركو روبيو إلى سياسة الولايات المتحدة المناهضة للتعامل مع روسيا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، والتي تشير إلى أن أي تعاون مع روسيا، خاصة في المجالات العسكرية، يُعتبر دعما للحرب الروسية، وهو ما يتعارض مع سياسات الولايات المتحدة التي تسعى إلى محاصرة موسكو على الساحة الدولية.
إذا تم تأكيد تعيين ماركو روبيو، فإن هذا يعني أن الجزائر قد تجد نفسها في وضع دبلوماسي حساس، خاصة في ظل علاقاتها المتوترة مع بعض حلفاء واشنطن في المنطقة.
جدير بالذكر أن الجزائر سعت من أزيد من سنة إلى إصلاح علاقاتها مع واشنطن، خاصة بعد إخفاقها في الانضمام إلى مجموعة “بريكس”، كما أن الرئيس الجزائري بعث مؤخرا برسالة تهنئة إلى ترامب بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، في محاولة لتفادي أي سوء فهم بين البلدين مستقبلا.
تعليقات( 0 )