ترقب مغربي وتوجس جزائري من استحواذ “طاقة” الإماراتية على “ناتورجي” الإسبانية

تُعد شركة “ناتورجي” من أبرز الشركات الإسبانية في قطاع توريد الغاز، حيث تمتلك حقوق ملكية مشتركة بينها وبين شركة “سونطراك” الجزائرية الحكومية، في أنبوب الغاز “ميدغاز” بين الجزائر وإسبانيا.

وبدأت شركة “طاقة” الإماراتية، التابعة لشركة أبوظبي القابضة المملوكة من نائب حاكم دبي طحنون بن زايد شقيق رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، سلسلة من المفاوضات مع مساهمي شركة “ناتورجي” لإتمام صفقة الاستحواذ على غالبية أسهمها.

ووفقًا لموقع “el economista” الإسباني، فإن مساهمي “ناتورجي”، بما في ذلك صندوقا الاستثمار “جي آي بي” و”سي في سي”، قد وافقا على بيع حصصهما لشركة “طاقة” الإماراتية.

وأفادت شركة “طاقة” بأنها تجري محادثات مع مساهم ثالث في “ناتورجي”، وهو مجموعة كريتريا، بهدف التوصل لاتفاق استحواذ كامل على المجموعة الإسبانية.

كما يمتلك كريتريا، المساهم الرئيس في بنك كايشا بنك، حصة تبلغ 26.7% في “ناتورجي”، في حين يمتلك صندوقا الاستثمار المباشر جي.آي.بي وسي.في.سي حصصًا تبلغ حوالي 20% لكل منهما.

وتشير التقارير الإسبانية إلى أن العملية تتطلب موافقة الحكومة الإسبانية في النهاية، حيث أن أي استحواذ أجنبي على شركة إسبانية بنسبة تزيد عن 30% يتطلب موافقتها، وذلك لحماية “مصالح البلاد”.

وتسود حالة من الترقب في المغرب كما الجزائر لمعرفة نتائج هذه الصفقة التي من المتوقع أن تغير الخريطة الطاقية للمنطقة، إذ من المرجح أن يؤدي دخول الإمارات كشريك في قطاع الطاقة في إسبانيا إلى ضمان إمدادات الغاز من إسبانيا إلى المغرب، وهو الأمر الذي سيقوض تأثير “سونطراك” المالكة لـ4٪؜ من أسهم “ناتورجي”.

من جهتها أبدت إسبانيا انفتاحاً على عرض الاستحواذ المحتمل، وقالت إن الحكومة ستدافع عن مصالحها الاستراتيجية ولكن ذلك لا يعني عرقلة اتفاق الاستحواذ.

وأبرزت وزيرة الطاقة الإسبانية تيريسا ريبيرا ردا على استفسارات عن الصفقة في مؤتمر صحافي قائلة “تحدثت عن الحاجة إلى اليقظة وضمان أمن الطاقة دفاعا عن المصالح الاستراتيجية لإسبانيا… وهذا لا يعني الاعتراض على أي شركة أو مستثمر”.

وأضافت ريبيرا أن إسبانيا أظهرت بالفعل أن لديها من الآليات ما يمكنها من حماية مصالحها عندما وافقت على العرض المقدم من صندوق آي.إف.إم الأسترالي في 2021 للاستحواذ على حصة في “ناتورجي”. وفرضت الحكومة آنذاك شروطا لحماية الوظائف والاستثمار وإمدادات الغاز والكهرباء.

وأردفت “جرى تفعيل آليات الرقابة أو آليات اليقظة فيما يتعلق بالاستثمارات من دول ثالثة وأُدخلت بعض الشروط، وأعتقد أنها عملت على نحو صحيح”.

وتابعت وزيرة الطاقة قائلة إن الحكومة “ستراقب عن كثب تطور هذه المحادثات (بخصوص ناتورجي)، وستراقب، حيثما يكون ذلك مناسبا، الشروط التي يمكن بموجبها لمستثمر من خارج الاتحاد الأوروبي حيازة جزء من أصول الشركة”.

وتعتبر شركة “طاقة” لاعبا رئيسا في شبكة الكهرباء المغربية منذ 20 عاما؛ وهي ملتزمة بمشاريع الطاقة النظيفة الجديدة وترويج الكابل البحري الذي سيربط المغرب بالمملكة المتحدة.

إن الاستحواذ المحتمل على حصة “ناتورجي” الأكبر من قبل شركة الطاقة الإماراتية يمكن أن يهدد التحالف التاريخي للشركة الإسبانية مع سوناطراك الجزائرية، وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام الإسبانية إل بيريوديكو دي لا إنيرجيا.

وقد يؤدي استحواذ طاقة على “ناتورجي” إلى جعل الشركة الجزائرية الحكومية غير مرتاحة بسبب علاقات الإمارات الطاقية مع المغرب.

وتنظر “سوناطراك” بعين القلق على مصالحها بعد وصول شريك المغرب في مجال الطاقة إلى عاصمة شريكها الإسباني التاريخي، كون الحكومة الإسبانية والدولة الاماراتية تدعمان قضية الصحراء المغربية، القضية التي تعد المحرك الرئيس للعلاقات الخارجية والاقتصادية للجزائر وحليفتها “البوليساريو”.

مقالات ذات صلة

إشادة أوروبية بالإصلاحات التي قام بها المغرب في المجال الهجرة

أزولاي يتسلم أحد أرفع الأوسمة الإسبانية وأكثرها رمزية

نزار بركة: الدولة ستؤدي الفوائد البنكية لهؤلاء المواطنين و”المونديال” سيحدث فرص شغل مهمة

تسويق الصلصات.. الحكومة تشدد المراقبة على الجودة والسلامة الصحية

أحداث الفنيدق.. الحكومة تخرج عن صمتها وتكشف عدد الموقوفين بسبب التحريض

بنعبد الله: هجرة الشبان المغاربة تسائلنا جميعا وتلزمنا بتقديم مشروع دامج لكل الفئات

وهبي: مشروع قانون المسطرة المدنية يروم مواكبة التطور التشريعي الإجرائي الدولي

الصباري يلتمس إعلان “أمتضي” بكلميم منطقة منكوبة‎

رؤساء البرلمانات الإفريقية.. أروهال تكشف ل”سفيركم” عن أهم ما تطرق له المغرب

تعليقات( 0 )