حذّر تقرير نشرته صحيفة “La Vanguardia” الإسبانية من تنامي الخطر الإرهابي القادم من منطقة الساحل الإفريقي، مشيرا إلى وجود عناصر صحراوية راديكالية وصلت إلى مواقع قيادية في تنظيم “الدولة الإسلامية – ولاية غرب إفريقيا”، ما يجعل أوروبا، وخصوصا إسبانيا، عرضة لتهديدات إرهابية مباشرة.
وبحسب مصادر استخباراتية إسبانية، فإن نحو عشرة عناصر من أصول صحراوية ينتمون إلى هذا التنظيم المتطرف، وقد وُلدوا في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، وشاركوا في وقت سابق في برنامج “عطلة في سلام” الإسباني، الذي أتاح لهم الإقامة لفترات مع أسر إسبانية خلال طفولتهم. وهو ما يمنحهم، وفقا للتقرير، معرفة جيدة باللغة الإسبانية والمجتمع الأوروبي، ما يضاعف من خطورة استغلالهم في عمليات إرهابية داخل أوروبا.
التقرير الذي يستند إلى مصادر مكافحة الإرهاب شدد على أن الخطر لا يأتي فقط من هذه العناصر، بل من تحولات استراتيجية تشهدها الجماعات الجهادية في منطقة الساحل، التي تحولت إلى ملاذ آمن للإرهاب. فرغم أن أولويات هذه التنظيمات لا تزال محلية، إلا أن هناك تحذيرات جدية من أنها قد تغيّر بوصلتها في أي لحظة لاستهداف مصالح غربية وأوروبية.
ورغم أن أوروبا ركزت في السنوات الأخيرة على الجبهة الشرقية بسبب الحرب في أوكرانيا، إلا أن خبراء الأمن الإسبان يرون أن الجبهة الجنوبية لا تقل تهديدا، خاصة مع تنامي نفوذ الجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيمي القاعدة و”داعش”. هؤلاء المتطرفون باتوا يسيطرون على أجزاء واسعة من المناطق الريفية، ويستعدون للتمدد نحو العواصم، مما قد يُعيد مشاهد سقوط دمشق وكابول.
وأشار التقرير إلى أن التنظيمات الإرهابية بدأت تعتمد على شبكات تهريب البشر كوسيلة لإدخال عناصرها إلى أوروبا، من خلال طرق الهجرة غير النظامية التي تنطلق من السواحل الموريتانية، وخاصة نحو جزر الكناري. وهو ما يمثل تهديدا مزدوجا، أمنيا وإنسانيا، في ظل ظروف مأساوية يعيشها عشرات الآلاف من الفارين من النزاعات.
ويفتح التقرير الإسباني الباب من جديد أمام التساؤل حول ارتباطات جبهة البوليساريو الانفصالية بتنظيمات يعتبرها المجتمع الدولي، تنظيمات إرهابية، مما يعيد أيضا مطالب إدراج البوليساريو كمنظمة إرهابية.