أعلن وزراء خارجية بوركينا فاسو ومالي والنيجر دعمهم للمبادرة المغربية الرامية إلى منح بلدانهم، غير الساحلية، منفذا استراتيجيا نحو التجارة البحرية عبر المحيط الأطلسي، ما يعكس تحولا كبيرا في خريطة التحالفات الجيوسياسية والاقتصادية بغرب إفريقيا.
وأوضح تقرير نشره موقع “Business Insider” أن وكالة المغرب العربي للأنباء قد أوضحت أن الإعلان عن دعم وزراء الخارجية الثلاث للمبادرة المغربية، جاء خلال الاجتماع الذي جمعهم، يوم الاثنين 28 أبريل الجاري، في العاصمة الرباط، مع صاحب الملك محمد السادس.
وأضاف التقرير أن هذه الخطوة تشكل نقلة نوعية لتحالف “دول الساحل الثلاث” المعروف اختصارا بـ “AES”، والذي يضم الدول الثلاث، بعد انسحابها من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) سنة 2024، في أعقاب سلسلة من الانقلابات العسكرية والتوترات مع شركائها التقليديين.
وأردف أن هذه الدول حاولت منذ تأسيس التحالف، إعادة صياغة علاقاتها الخارجية، حيث قامت بطرد القوات الفرنسية، وتوسيع التعاون العسكري مع روسيا، والبحث عن بدائل اقتصادية خارج “إيكواس”.
وذكر التقرير أن المبادرة المغربية تعد بمثابة شريان حيوي لتحالف دول الساحل الثلاث (AES)، إذ تتيح لها فرصة الولوج إلى الموانئ الأطلسية للمملكة، لتمكينها من تصدير واستيراد السلع عبر شبكة بحرية مستقرة، دون الاعتماد على الدول الأعضاء في “إيكواس” مثل بنين وساحل العاج والسنغال.
واستطرد التقرير أن المغرب كان قد أطلق هذه المبادرة لأول مرة في نونبر 2023، معلنا عن فتح موانئه الأطلسية أمام هذه الدول لتسهيل أنشطتها التجارية، مبرزا أن مجموعة من المراقبين يعتبرون أن هذه الخطوة تعزز نفوذ المملكة في المنطقة، وتدعم التنمية الاقتصادية في منطقة الساحل الإفريقي.
وفي تصريح له، قال وزير خارجية مالي، عبد الله ديوب، لوسائل إعلام محلية: “هذه المبادرة تساهم في تنويع منافذنا نحو البحر، وتُعد فرصة اقتصادية حقيقية لتحالفنا”.
ولفت التقرير إلى أن المبادرة المغربية جاءت في وقت تعرف فيه علاقات الرباط والجزائر توترا متزايدا، خاصة في ظل دعم الجزائر المتواصل لجبهة البوليساريو، مضيفا أن العديد من الأوساط ترى أن التقارب بين المغرب وتحالف الساحل يُعد رسالة استراتيجية تُضعف الطرح الانفصالي وتعزز من حضور الرباط في العمق الإفريقي.
وذكر أنه في الوقت الذي تستمر فيه الجزائر في عزلتها الدبلوماسية، كثف المغرب من استثماراته في القارة، خاصة في مجالات الفلاحة والقطاع البنكي، ويقوم حاليا ببناء ميناء ضخم بقيمة مليار دولار في مدينة الداخلة الواقعة في الأقاليم الجنوبية، بهدف تطوير بنيته التحتية البحرية ودعم نفوذه الاقتصادي والسيادي بالأقاليم الجنوبية.
وخلص التقرير بالإشارة إلى أن المغرب يلعب دور فاعل محوري قادر على الربط بين إفريقيا والعالم، عبر سياسة خارجية هادئة، تنبني على المصالح الاقتصادية والمواقف الثابتة، حيث كان قد لعب دورا دبلوماسيا محوريا في دجنبر الماضي حين ساهم في إطلاق سراح أربعة مواطنين فرنسيين كانوا معتقلين في بوركينا فاسو، عقب اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء.