صنف مركز البحوث الاقتصادية التابع لمجموعة “الإيكونوميست” (EIU) ضمن تقرير جودة الحياة، مرة أخرى مدينة فيينا النمساوية، “المدينة الأكثر ملاءمة للعيش في العالم”، مما جعلها في صدارة التصنيف للسنة الثالثة على التوالي.
وبصفتها المدينة الأولى، حصلت العاصمة النمساوية على درجات كاملة في أربع من الفئات الخمس للمؤشر، على الرغم من أن درجتها في فئة الثقافة والبيئة بلغت 93.5 فقط، بسبب نقص الأحداث الرياضية الكبرى.
وأوضح التقرير أن “زيادة حالات الاحتجاجات في أوروبا حول قضايا تتراوح بين الزراعة وسياسات الهجرة قد أضرت بدرجات الاستقرار في مدن المنطقة”.
وقالت إن انتشار الاضطرابات المدنية في أوروبا، مع إغلاق المزارعين الفرنسيين الطرق السريعة إلى باريس وانتشار الاحتجاجات ضد سياسات الهجرة، ساهم في تراجع ترتيب العاصمة الفرنسية ومدن أمريكية أخرى مثل نيويورك ولوس أنجلس.
كما سلط التقرير الضوء على تأثير أزمة تكاليف المعيشة المستمرة، على الرغم من انخفاض التضخم في العديد من البلدان، إلا أن التأثير، خاصة على تكاليف السكن، لا يزال كبيرًا، حسب “الإيكونوميست”.
وأبرزت أن الأسعار المرتفعة أثرت سلبًا على درجات البنية التحتية في مؤشر جودة الحياة خاصة في أستراليا وكندا، في وقت ارتفعت بشكل عام جودة الحياة الحضرية خلال العقد الأخير.
وفي الوقت نفسه، فقد ارتفع مؤشر مناطق شرق آسيا من ناحية جودة الحياة وملاءمة العيش في مدنها، حيث سجلت هونغ كونغ وسنغافورة أكبر تحسن في جودة حياة سكانها.
وعلى الرغم من التأثير المتزايد لتغير المناخ وأزمة التضخم الحادة، شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحسنًا منذ العام الماضي، وكذلك في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
سنويًا، يقيم المسح الواسع النطاق لـ” EIU 173 مدينة” بناءً على خمسة أبعاد حاسمة: الاستقرار، الرعاية الصحية، الثقافة والبيئة، التعليم، والبنية التحتية.
وصنفت ثلاث مدن أوروبية أخرى إلى جانب فيينا في المراكز الخمسة الأولى، تتمثل في كوبنهاغن الدنماركية وزيورخ وجنيف السويسريتين، وجميعها معروفة بتعداد سكانها الصغير، ومعدلات الجريمة المنخفضة، وأنظمة النقل العام الفعالة.
كما تتضمن المراكز العشرة الأولى مدينتين كنديتين هما كالغاري وفانكوفر، بالإضافة إلى أربع مدن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، هي ملبورن، سيدني الأستراليتان، أوساكا اليابانية وأوكلاند النيوزيلاندية.
وعلى العكس تماما، ووفقًا للتقرير، ظلت دمشق التي تمزقها الحرب في أسفل الجدول، محافظة على موقعها كأقل مدينة ملاءمة للعيش في المؤشر منذ عام 2013 بدرجة تبلغ 30.7 في عام 2024.
وحصلت العاصمة السورية على درجة استقرار تبلغ 20، مما يعادل كراتشي كأدنى درجة بين جميع المدن المشمولة في الاستطلاع، كما تعاني كييف في هذه الفئة، لتصنف مع العشرة الآخِرين للمرة الثانية على التوالي.
وسجل التقرير، أنه وبعد انخفاض حاد وتعافٍ لاحق خلال سنوات كوفيد، شهد متوسط درجة الملاءمة للعيش العالمي زيادة طفيفة قدرها 0.06 نقطة فقط خلال العام الماضي، وهو تباين واسع مقارنة بزيادة قدرها 2.84 نقطة في الاثني عشر شهرًا التي سبقت يونيو 2023.
تعليقات( 0 )