كشفت صحيفة إسبانية أن تشكيل رئيس أركان الدفاع الإسباني، الأدميرال الجنرال تيودورو إستيبان لوبيز كالديرون، لفريق خاص من أجل تقييم الخطر الذي يشكله المغرب على إسبانيا، قد يثير جدلا بسبب تعارض هذه الخطوة مع الحكومة الإسبانية التي تربطها علاقات جيدة مع المملكة المغربية.
وأوضح تقرير نشرته صحيفة “ABC” الإسبانية أن هذا الفريق سيقوم برصد وتقييم مختلف التحديات المحتملة، واقتراح خطط استباقية للتعامل معها، وكذا تحليل وتقييم السيناريوهات الأمنية التي قد تؤثر على إسبانيا، من ضمنها الأنشطة الإقليمية المرتبطة بجوارها الجغرافي، وخصوصا المغرب
وأضاف المصدر ذاته أن قرار رئيس هيئة الأركان قوبل بتقدير داخل الأوساط العسكرية، حيث اعتُبر خطوة مهنية تندرج في صميم مسؤوليات المؤسسة الدفاعية، التي تتمثل في التحليل الاستباقي لكافة السيناريوهات الممكنة، مبرزا أن الأدميرال يرى أنه من واجب الجيش أن يضع أمام صانع القرار كل المعطيات الضرورية، مع احترام تام للسلطة السياسية التي تعود لها الكلمة الأخيرة في اتخاذ القرار.
وذكرت الصحيفة الإسبانية أن هذا القرار أثار بعض التحفظات داخل بعض دوائر القيادة العسكرية، التي اعتبرت أن المبادرة كان من الأفضل أن تصدر بتوجيه مباشر من الحكومة الإسبانية، لا سيما في فترة تشهد فيها العلاقات المغربية الإسبانية تطورا كبيرا، ومع الأخذ بعين الاعتبار الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء.
وفي هذا الصدد، أردف المصدر ذاته أن اتخاذ هذا القرار دون اللجوء إلى الحكومة الإسبانية يمكن أن يثير غضبها، مرجحة أن ترفض هذه الأخيرة التي يتزعمها بيدرو سانشيز، خطوة تشكيل هذا الفريق، خاصة وأن علاقة المغرب بإسبانيا تمر من مرحلة مميزة.
وواصلت الصحيفة أن اجتماع الفريق الأول، عرف مشاركة عدد من كبار المسؤولين العسكريين، من ضمنهم رئيس قيادة العمليات ونواب رؤساء أركان القوات المسلحة، حيث عبر بعض أعضاء القيادة العسكرية، بحسب الصحيفة ذاتها، عن تحفظهم من هذه الخطوة، معتبرين أنه لم يكن من المناسب اتخاذها دون استشارة من الحكومة.
واستطرد المصدر ذاته أنه كان قد عقد يوم الإثنين الماضي، الاجتماع الختامي للمرحلة الأولى من عمل الفريق، برئاسة رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال خوسيه أنطونيو هيريرا، مشيرا إلى أن البلدين يربطهما تعاون وثيق في الملفات الحساسة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، حيث أنهما يعتبران من أبرز النماذج الناجحة في الشراكة الأمنية بين الضفتين
وخلصت الصحيفة إلى الإشارة إلى أن الأوساط العسكرية الإسبانية تؤكد أن الغاية من تشكيل هذا الفريق ليست اتخاذ مواقف ضد أي طرف، بل وضع تصور شامل لموقع إسبانيا في محيطها الإقليمي، وتحديد مواطن القوة والضعف في قدراتها الدفاعية، كما توقعت الصحيفة الإسبانية أن تكون هذه الخطوة سبب فقدان الأدميرال لمنصبه في المستقبل.