كشف تقرير حديث أن مشروع الربط البحري بين المغرب وبريطانيا، الذي يتوقع أن يتم تشغيله في أفق سنة 2030، سيزود أكثر من 9 ملايين منزل بريطاني بالكهرباء، مؤكدا أن الاعتماد على المغرب لتلبية جزء من احتياجات بريطانيا الطاقية، يعد فرصة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأوضح تقرير نزلته صحيفة “The Guardian” البريطانية، أن حقول الطاقة الشمسية ومزارع الرياح المتواجدة في الجنوب الغربي بالمغرب، تمتد على مساحات شاسعة تعادل حجم مدينة لندن الكبرى، ستعمل على إنتاج الكهرباء النظيفة، التي ستساهم في تزويد أكثر من تسعة ملايين منزل بريطاني بالطاقة الخضراء.
وواصل المصدر ذاته أن هذا المشروع، الذي يقوده المغرب وبريطانيا من خلال شركة “إكس لينكس”، عبر مديرها ديف لويس، يسعى إلى تحقيق رؤية مشتركة بين البلدين، تتمثل في إنشاء أطول كابل بحري لنقل الكهرباء المتجددة من شمال إفريقيا إلى بريطانيا، ما يدعم توجه البلدين نحو تحقيق أهدافهما في الطاقة النظيفة.
وأضاف التقرير أن المشروع يتضمن وضع كابل كهربائي يمتد على مسافة 4,000 كيلومتر تحت البحر، لنقل ما يصل إلى 8% من احتياجات بريطانيا الكهربائية من إقليم طانطان المغربي إلى ساحل ديفون، في زمن قياسي يقل عن ثانية واحدة، مشددا على أن المغرب يتميز بموقع استراتيجي لإنتاج الطاقة المتجددة بفضل أشعة الشمس الدافئة والدائمة وسرعة الرياح الثابتة، ما يجعل المشروع قادرا على توفير الطاقة لمدة 19 ساعة يوميا على مدار العام.
وأورد التقرير تصريح ديف لويس، المدير السابق لشركة “تيسكو”، الذي أكد فيه أن المشروع، عند عرضه للمرة الأولى، أثار مخاوف كبيرة كما رفضه البعض، لكن فهم الناس لتفاصيله غير موقفهم منه، قائلا: “عندما وضحنا الفكرة، تحول السؤال إلى: لماذا لم ننفذ هذا من قبل؟”.
وذكر المصدر ذاته أن القائمين على هذا المشروع عبروا عن أملهم في بدء تشغيل الكابل ونقل الطاقة إلى الشبكة البريطانية بحلول عام 2030، وهو ما يتماشى مع خطط الحكومة البريطانية الرامية إلى تقليص الانبعاثات الكربونية بنسبة 81% بحلول سنة 2035، مشيرا إلى أن المشروع لا يتطلب تمويلا حكوميا، لكنه يحتاج إلى ضمانات تسعير للكهرباء التي ستُنتج، بحيث تتراوح بين 70 و80 جنيه إسترليني لكل ميغاواط في الساعة.
ولفت التقرير إلى أن المشروع قد تمكن من جذب استثمارات من شركات عالمية، بارزة من قبيل’ “توتال إنرجي” الفرنسية و”طاقة” الإماراتية و”أوكتوبوس إنرجي” البريطانية، حيث قال غريغ جاكسون، مؤسس “أوكتوبوس إنرجي”، أن مشروع الربط البحري بين بريطانيا والمغرب يقدم حلولا عملية للتحديات القائمة، إذ أن “التوقيت مناسب الآن لدعم مثل هذه المشاريع”.
وخلص التقرير إلى الإشارة إلى أن العناصر التقنية للمشروع، مثل البطاريات والكابلات، قد خضعت لاختبارات ناجحة، ما يجعل هذا المشروع في مراحل متقدمة، مشيرا إلى أن الاعتماد على المغرب لتلبية جزء من احتياجات بريطانيا الطاقية، فرصة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية بين الطرفين، قائلا: “اعتماد بريطانيا على التعاون الدولي جزء من مستقبلنا، ويجب أن نعمل على تعزيز هذه الشراكات”.