كشف تقرير منظمة “أوكسفام”، المتخصصة في إيجاد حلول للقضاء على الفقر في العالم، أن ثالوث “الإرث والمحسوبية والاحتكار” يقف وراء نسبة 60 في المائة من الثروات بالعالم.
وأوضح هذا التقرير المعنون بـ”ناهبون لا صانعون“، أن نسبة 60٪ من ثروة أصحاب المليارات تنتج عن الميراث بنسبة 35٪ ومصادر الاحتكار والمحسوبية بـ26٪.
الإرث:
فاق لأول مرة في سنة 2024، عدد الأثرياء الجدد عن طريق الميراث، عدد رواد الأعمال، حيث إن جميع أصحاب المليارات في العالم، الذين لا يتجاوزون 30 سنة، ورثوا ثرواتهم.
وتوقع التقرير أن تشهد الـ30 سنة المقبلة، نقل أكثر من ألف ملياردير حالي إلى ورثتهم، ما يفوق 5.2 تريليون دولار أمريكي (التريليون يساوي 1000 مليار) على شكل ميراث.
وبحسب منظمة “أوكسفام”، فإن 36 بالمئة من ثروة أصحاب المليارات تنتج عن الميراث، مبرزة أن انتقال الثروة للأولاد لا يخضع للضريبة.
وذكرت أن نصف أثرياء العالم يعيشون في بلدان لا تفرض ضريبة الميراث، لا سيما وأن ثلثي بلدان العالم لا تفرض أي ضرائب على انتقال الإرث إلى الأولاد المباشرين.
الاحتكار:
وفيما يتعلق بالاحتكار، فقد لفت تقرير “أوكسفام” إلى أن ثروات 18 ٪ من أصحاب المليارات في العالم ناتجة عن الاحتكار، وأن الأثرياء الذين يلجأون إلى الاستراتيجيات الاحتكارية يعتبرون الأغنى على وجه الأرض.
وعلى صعيد القارة الإفريقية، قدم التقرير مثال “أليكو دانغوتي”، كأكبر محتكر في إفريقيا، ما جعله أكبر ثري في القارة، إذ يحتكر الإسمنت في نيجيريا والقارة بأكملها، ويبلغ صافي ثروته 11 مليار دولار أمريكي، كما أنه يمتلك قوة سوقية في جميع أنحاء إفريقيا.
وعلى المستوى العالمي، يحتكر جيف بيزوس، الذي يبلغ صافي ثروته 219,4 مليار دولار أمريكي، نسبة 80 ٪ من سوق المشتريات عبر الأنترنت، في كل من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإسبانيا.
وواصل التقرير أن القوة الاحتكارية تساهم في مضاعفة الثراء الفاحش، كما أنها تفاقم اللامساواة في جميع أنحاء العالم، لا سيما من قبل شركات الأثرياء التي تفرض سيطرتها على الأسواق، وتحدد شروط التبادل والأسعار دون أن تخسر عملائها.
وتشكل شركات الأثرياء المحتكِرة للسوق الدولي، نظاما اقتصاديا عالميا، تستفيد منه أقلية الأغنياء على حساب الأغلبية، وخاصة في دول الجنوب.
المحسوبية:
وخصص التقرير المذكور، حيزا للحديث عن دور المحسوبية في تكوين الثروة، موضحا أن ثروات 6٪ من أصحاب المليارات بالعالم ناتجة عن المحسوبية.
وقالت المنظمة بصريح العبارة أن “الكثير من الثراء الفاحش هو نتاج روابط المحسوبية بين الأشخاص الأغنى والحكومات”.
ولفتت إلى أن ثراء هذه الفئة لا يعتمد على ما يجيدونه، بل ينبني أساسا على الشخصيات التي يعرفونها، ومجموعات الضغط التي ينتمون لها، والجهة التي يقدمون الترفيه لها، وكذا من يقدمون لهم الرشاوى، ووزن من يمولون حملاتهم.
وخلص التقرير إلى الإشارة إلى أن “أصحاب المليارات والثراء الفاحش، يكثرون في الأجزاء الأشد انحرافا وفسادا واستيلاء من الاقتصاد العالمي”، مشددا على أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد مصادفة.