كشف تقرير لصحيفة “ميل آند غارديان” أن تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل الولايات المتحدة قد يحمل تداعيات خطيرة على جنوب إفريقيا، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي.
ووفقا للتقرير، فإن بعض المشرعين الأمريكيين من الحزب الجمهوري، وفي مقدمتهم النائب جو ويلسون، يضغطون من أجل إدراج البوليساريو على قائمة الإرهاب، معتبرين أن هذه الخطوة ضرورية لدفع مسار حل النزاع في الصحراء المغربية، من خلال مقترح الحكم الذاتي الذي تقترحه الرباط بدعم من واشنطن.
وأورد التقرير أن مثل هذا التصنيف قد يتسبب في تداعيات خطيرة على جنوب إفريقيا، على اعتبار أن الأخيرة من بين الدول التي تدعم جبهة البوليساريو.
ونقلت الصحيفة تحذيرات زينب ريبوع، الباحثة في معهد هدسون الأمريكي، التي ترى أن تصنيف البوليساريو سيؤثر مباشرة على جهود المناصرة وجمع التبرعات للجبهة داخل جنوب إفريقيا، مشيرة إلى أن العديد من المنظمات غير الحكومية قد تضطر للتراجع عن دعمها للجبهة خشية الملاحقة القانونية، بينما قد تستمر بعض الجهات المدفوعة بأيديولوجيات أو تضامن ديني في تقديم الدعم بشكل سري، مما يعرضها للعزلة والرقابة والمخاطر المالية.
وعلى المستوى الاقتصادي، توقعت ريبوع أن يؤدي التصنيف إلى تدقيق دولي مشدد على النظام المصرفي الجنوب إفريقي، في ظل تقارير غير مؤكدة عن تورط بعض الأفراد والمنظمات في دعم أنشطة البوليساريو. وأضافت أن هذا التدقيق قد يؤدي إلى تعرض البنوك الجنوب إفريقية لمخاطر كبيرة، من بينها خسارة الشراكات الدولية وتضرر السمعة وفرض عقوبات مالية.
كما نبّه التقرير إلى أن التصنيف المحتمل قد يمهد الطريق لفرض عقوبات موجهة على جنوب إفريقيا أو حتى إدراجها ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب، في حال رفضت التعاون مع الجهود الأمريكية لتنفيذ القرار.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا توترا متصاعدا، ما يجعل من أي تصعيد إضافي تهديدا حقيقيا لمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.