مددت السلطات الفرنسية إلى الأربعاء توقيف مؤسس تطبيق تلغرام بافل دوروف الذي اعتقل في مطار باريسي في إطار تحقيق على صلة بالجريمة المنظمة بينما نفى الرئيس إيمانويل ماكرون الإثنين وجود أي خلفية سياسية للخطوة.
وفي حين يثير توقيف مؤسس تلغرام على الأراضي الفرنسية ردود فعل دولية كثيرة، كتب ماكرون على منصة إكس أن الخطوة “اتخذت في إطار تحقيق قضائي جار، وليست قرارا سياسيا. الأمر متروك للقضاة”.
ووفق السلطات القضائية لم يتخذ دوروف تدابير للحد من إساءة استخدام مشتركين لتطبيق المراسلة، وخصوصا عدم اعتماد آلية للحد من المحتوى المتطرف والتعاون مع المحققين.
وقال مصدر مقرب من الملف إن توقيف دوروف تم تمديده إلى الأربعاء، ليبلغ ما مجموعه 96 ساعة، لأن الأفعال المشتبه بها ترقى إلى الجريمة المنظمة.
من جهته، ندد ماكرون بـ”معلومات كاذبة” تطال فرنسا على خلفية التوقيف، لافتا إلى أن بلاده “متمسكة إلى أقصى حد بحرية التعبير والتواصل والابتكار وروحية المؤسسة. وستبقى كذلك”.
وأضاف “في دولة يسود فيها القانون، على الشبكات الاجتماعية وفي الحياة الحقيقية، تمارس الحريات في إطار يحدده القانون لحماية المواطنين واحترام حقوقهم الأساسية. إن ضمان احترام القانون متروك للقضاء المستقل”.
وأوقف دوروف الذي كان يرافقه حارسه الشخصي ومساعدته ماس السبت في مطار بورجيه (شمال باريس).
ووصل دوروف الذي يقيم في دبي منذ سنوات، إلى باريس قادما من العاصمة الأذربيجانية باكو وكان يعتزم تناول العشاء في العاصمة الفرنسية.
وأودع الملياردير الفرنسي-الروسي البالغ 39 عاما الحبس الاحتياطي في إطار تحقيق قضائي فتحته، إثر تحقيق أولي، الهيئة القضائية الوطنية لمكافحة الجريمة المنظمة (جونالكو)، في 8 يوليوز يتصل بـ12 جريمة، وفق بيان للمدعية العامة في باريس لور بيكو.
وتشمل التهم رفض توفير المعلومات اللازمة لعمليات اعتراض المراسلات المصرح بها قانونا، والتواطؤ في جرائم والجريمة المنظمة على المنصة (الاتجار بالمخدرات، والمواد الإباحية المتصلة بالأطفال، والاحتيال وغسل الأموال في إطار مجموعة منظمة) وتوفير خدمات التشفير التي تهدف إلى ضمان السرية من دون إعلان يضمن توافق الخدمات مع التشريعات.
وكلف قضاة التحقيق المسؤولون عن هذه القضية مركز مكافحة الجريمة الرقمية (C3N) والمكتب الوطني لمكافحة الاحتيال (Onaf) إجراء التحقيقات.
وقال مصدر قريب من الملف إن المحققين استجوبوا حارسه الشخصي ومساعدته ومن ثم أخلوا سبيليهما.
وشدد تطبيق تلغرام على أن دوروف “ليس لديه ما يخفيه وهو يتنقل كثيرا في أوروبا”.
وتابع “من غير المنطقي الادعاء بأن منصة أو مالكها مسؤولان عن سوء استخدام تلك المنصة”.
وطرح تطبيق تلغرام نفسه بديلا “حياديا” للمنصات الأميركية التي تعرضت لانتقادات بسبب استغلالها التجاري للبيانات الشخصية للمستخدمين.
كما أنه يلعب دورا رئيسيا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا وقد استخدمه سياسيون ومعلقون بشكل ناشط من طرفي النزاع.
لكن منتقدي التطبيق يتهمونه بنشر محتوى غير قانوني في كثير من الأحيان، بدءا بالصور الجنسية الفاضحة إلى المعلومات المضللة وخدمات المخدرات.
ونشر إيلون ماسك مؤسس مجموعة تيسلا للسيارات الكهربائية هاشتاغ #افرجوا عن بافيل على منصته اكس وكتب بالفرنسية “حرية حرية! حرية؟”.
وأعلن المتحدث باسم الكرملين أن موسكو لم تتلق أي معلومات من فرنسا عن سبب اعتقال دوروف قائلا “لا نعرف بشكل ملموس ما التهم الموجهة إليه”.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت الأحد إن “السفارة الروسية في باريس ستبدأ العمل فورا، كما هو معتاد” عندما يتم احتجاز مواطنين روس في الخارج.
تعليقات( 0 )