أفادت توقعات إسبانية أن تشهد عملية “مرحبا” لسنة 2025، ارتفاعا في أعداد المسافرين بنسبة 4%، وعدد المركبات بنسبة 5%، وذلك خلال الفترة الممتدة من 15 يونيو إلى 15 شتنبر المقبلين، التي تشهد تنقلا كثيفا للمغاربة المقيمين في الديار الأوروبية نحو بلدهم الأم لقضاء العطلة الصيفية.
وأوضح تقرير نشرته صحيفة “Europa Press” أن توقع ارتفاع أعداد المسافرين جاء خلال الاجتماع الـ36 للجنة التنسيق المشتركة بين البلدين، المنعقد في مدينة قادس الإسبانية يوم الأربعاء، بحضور وفود رسمية رفيعة المستوى من الجانبين، مبرزا أن البيان الصادر عن وزارة الداخلية الإسبانية، أكد برمجة ما مجموعه 12,012 رحلة بحرية هذا الصيف، بزيادة قدرها 8.4% عن السنة الماضية.
وذكر المصدر ذاته أن هذا الاجتماع يرمي إلى التنسيق المشترك بين البلدين لضمان انسيابية حركة العبور بين القارتين، مضيفا أن هذه الجهود تندرج ضمن الخطة الخاصة الرامية إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، تتمثل في؛ تقديم الدعم الكامل للمسافرين المغاربة أثناء عبورهم الأراضي الإسبانية، تنظيم حركة المرور على الطرق الوطنية، وتقليل فترات الانتظار في الموانئ.
وتشارك في تنفيذ هذه الخطة، بحسب التقرير، أكثر من 20 جهة من مؤسسات الدولة، والحكومات المحلية، إضافة إلى تسعة موانئ رئيسية، من بينها الجزيرة الخضراء، سبتة، مليلية، ألميريا، مالقة، وأليكانتي، إلى جانب أزيد من 29 ألف شخص من قوات الأمن، والطاقم الصحي، ومتطوعي الصليب الأحمر، والمساعدين الاجتماعيين والمترجمين.
وأوردت الصحيفة تصريح سوسانا كريسوسطومو، نائبة وزيرة الداخلية الإسبانية، التي أكدت أن عملية مرحبا تمثل نموذجا ناجحا للتعاون بين بلدين جارين، مشيرة إلى أن “سر نجاحها يكمن في التنسيق الدائم والتواصل المستمر بين الفرق الفنية لكلا الطرفين”.
وأضافت أن هذه العملية تستدعي سنويا تنظيم مرور أكثر من ثلاثة ملايين شخص، ونحو 800 ألف مركبة عبر الأراضي الإسبانية، ما يتطلب توفير كل الظروف المناسبة لضمان عبور آمن ومنظم.
ولفتت كريسوسطومو إلى أن إقليم قادس يستحوذ على حوالي 70% من حركة المسافرين والمركبات خلال هذه العملية، ما يجعله محورا أساسيا في نجاح التنظيم، ويُحمل السلطات المحلية مسؤولية كبيرة في توفير الدعم والخدمات.
ومن جانبها، شددت فيرجينيا باركونيس، المديرة العامة للحماية المدنية والطوارئ، على أهمية شراء تذاكر السفر البحرية بشكل مسبق، معتبرة أن ذلك “يساهم في الحد من الاكتظاظ داخل الموانئ”، ويُسهل حركة التنقل، كما يقلل من أوقات الانتظار.
وأوضحت أن “الحجز المسبق هو الخيار الأمثل للمسافر”، حيث يتيح له الوصول إلى الميناء في الموعد المحدد وبدون تأخير.
وشهد الاجتماع حضور عدد من كبار المسؤولين الإسبان، من بينهم: فرانسيسكو خوسيه رويز، نائب مدير عام التنقل والتكنولوجيا، وميغيل أنخيل بارادو، رئيس وحدة الأمن المدني والعمليات، وبلانكا فلوريس، نائبة الحكومة في قادس، بالإضافة إلى مسؤولين من وزارات الصحة والنقل والخارجية.
وفيما يخص الوفد المغربي، فقد ترأسه خالد الزروالي، مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، إلى جانب ممثلين عن السفارة المغربية في مدريد، والدرك الملكي، ومسؤولين من عدة وزارات مغربية معنية.
وتجدر الإشارة إلى أن عملية “مرحبا”، التي تُنظم منذ سنة 1986، تعد من أكبر عمليات التنقل الموسمية في العالم، والأضخم من نوعها في أوروبا، حيث تدير حركة عبور ملايين المغاربة من وإلى شمال إفريقيا خلال فصل الصيف.