عادت مجددا قضايا توقيف أئمة المساجد عن ممارسة مهامهم من طرف مندوبيات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى الواجهة، ما أثار غضب الساكنة وبعض الهيئات التي تعتبر هذه القرارات غير قانونية ودون مبررات.
وفي مدينة سيدي بنور، أثارت قضية الإمام عبد الله الرماشي، بمنطقة حد أولاد فرج، الذي بنى مسجدا من ماله الخاص وفوق قطعة أرضية تابعة له، ويقوم فيها بمهام الإمامة والخطابة منذ مدة، تعاطف الرأي العام بالمنطقة، بسبب توقيفه من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وتعود أحداث القضية، حسب ما نشره محمد الشرقاوي، الأكاديمي المغربي المعروف والمقيم في الولايات المتحدة، على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إلى خلاف نشب بين الإمام الرماشي ومراقب تابع للوزارة بمدينة الجديدة، تطور إلى درجة إصدار مندوبية الأوقاف بسيدي بنور قرارا بتوقيف الإمام عن أداء مهامه.
وحسب ذات التدوينة، فإن مراقب وزارة الأوقاف بحد أولاد فرج عمد إلى التضييق على الإمام عبد الله الرماشي، فقرر المطالبة بحقه ووقف عملية “ليّ الذراع المتواصلة”، فتوجه إلى مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الجديدة، وبعد سجال طويل مع أحد موظفي المندوبية، قابله المندوب ووعده بمتابعة الأمر، وطلب منه العودة إلى مسجده لمواصلة إمامة الصلوات وخطبة الجمعة كالمعتاد.
وأضاف الشرقاوي في ذات التدوينة أن “المفاجأة كانت غير متوقعة، حيث جاء قرار المندوبية بإيقاف الإمام وخطيب مسجد ميساوة، وهو قرار ينطوي على الكثير من المفارقات القانونية والدينية والاجتماعية”.
وفي ذات السياق، حصل “سفيركم” على مراسلة موجهة من مجموعة من ساكنة جماعة “تكانت” بإقليم كلميم، يستنكرون فيها إقدام مندوبية الأوقاف بالمدينة على توقيف الإمام إبراهيم سخو، الذي كان يمارس مهام الإمامة لديهم لمدة 20 سنة.
وجاء في المراسلة أن ساكنة الجماعة “تفاجأت بتعليمات صادرة عن جهات مسؤولة تطلب من الإمام التوقف عن أداء المهام المنوطة به دون تعليل أو ذكر الأسباب، وقد خلف هذا القرار استياء وحزنا عميقين بسبب القرار الصادر في حق الإمام إبراهيم سخو، ما أثر سلبا على مستقبل أبنائنا الذين حُرموا من حصص تلقين وقراءة القرآن”.
وأضافت المراسلة أن “الإمام الموقوف معروف بصدقه ومداومته على أداء رسالة التعليم بالمسجد العتيق، مؤديا مهامه على أحسن وجه وسط استحسان كل ساكنة تكانت، وتقديرهم وإجلالهم لتضحياته الجليلة في تحصين مكتسبات التلاميذ والطلبة، وحمايتهم من آفات العصر، عبر دوامهم في حفظ القرآن الكريم وقراءة الحزب الراتب”.
وعبّر الموقعون على المراسلة عن بالغ أسفهم لقرار منع الإمام من أداء رسالته، مطالبين المندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالتدخل والعدول عن هذا القرار، وتمكين الإمام من إعادة مزاولة مهامه التعليمية بالمسجد العتيق بتكانت.