أفاد الدكتور الطيب حمضي أن عودة انتشار مرض الحصبة أو ما يُعرف محليا في المغرب بـ”بوحمرون”، يرجع أساسا إلى ضعف وتراجع نسب التلقيح في المملكة.
وأوضح الدكتور حمضي، في تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أن تراخي المراقبة الوبائية لمرض “بوحمرون” وأمراض أخرى تصيب الأطفال يتيح الفرصة لانتشار المرض قبل اكتشافه، مما يجعل التعامل معه أكثر صعوبة.
وأشار إلى أن تفشي العديد من حالات الإصابة بالحصبة “بوحمرون” مؤخرا، ووفاة عدد من الأطفال المصابين، يعود إلى انخفاض معدلات التلقيح والترصد الوبائي لهذه الأمراض.
وأكد حمضي أن الأطفال غير الملقحين (الذين لم يتلقوا أي جرعة) أو غير الملقحين بشكل كامل (الذين تلقوا جرعة واحدة بدلا من جرعتين) معرضون لخطر الإصابة بالمرض ومضاعفاته.
وأضاف أن المجتمعات التي تقل فيها نسبة التغطية بالتطعيم ضد الحصبة عن 95٪ ستعاني من تفشي المرض بشكل وبائي دوري ومستمر.
واعتبر المتحدث أن التحليل العميق لأسباب التراخي، والإلتزام الأسري بتلقيح الأطفال، وبرامج استدراك التلقيح لمن لم يتلقوا الجرعات الكافية، وتعبئة جهود وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وتعاون جميع المهنيين الصحيين، واستئناف المراقبة الوبائية بشكل مناسب من قبل الوزارة، هي شروط أساسية لحماية صحة وحياة الأطفال وجميع السكان.
ونبه حمضي إلى أن الحصن الأفضل من هذا الفيروس المرضي هو التلقيح، مؤكدا على أن مع التردد اللقاحي، انخفضت عتبة الحماية وعادت الحصبة بمضاعفاتها ووفياتها.
يشار إلى أن المغرب يواجه تفشيا متزايدا للحصبة، حيث تم تسجيل 19,515 حالة منذ أكتوبر 2023.
وشارك وزير الصحة، أمين التهراوي، هذه الأرقام خلال جلسة للأسئلة الشفهية في مجلس النواب الإثنين 30 دجنبر الماضي، مشيرا إلى معدل الإصابة الذي بلغ 52.5 حالة لكل 100,000 شخص.
وقد أسفرت الحصبة، حسب الوزير الوصي، عن وفاة 107 شخاصا حتى الآن، مما يشكل 0.55% من الحالات المسجلة، مبرزا أنه من المثير للقلق أن نصف الوفيات كانت لأطفال دون سن الـ12.