شهدت السنغال تطورات سياسية كبيرة خلال الآونة الأخيرة، عجلت بتنظيم انتخابات رئاسية، أطاحت بالرئيس الأسبق، ماكي سال، بعد سلسلة من الاحتجاجات والمظاهرات التي حولت شوارع دكار إلى حلبة صراع بين القوات الأمنية والمطالبين باسقاط نظام الحكم في بلاد، وسط مطالب بعودة زعماء المعارضة المعتقلين إلى الواجهة من أجل تسلم زمام الحكم.
ووسط كل هذا، يتساءل العديد من المتابعين للشأن السياسي الإفريقي، خاصة بعد الإطاحة بعدد من الأنظمة السياسية التي تعد أهم الشركاء السياسيين والإقصاديين للمملكة، (يتساءل) عن مستقبل العلاقات بين الأنظمة الجديدة، والرباط، في ظل تراجع الأحزاب التقليدية، وظهور وجوه جديدة كانت إلى أمس قريب، رمزا للمعارضة السياسية والمطالبة بالتغيير.
وفي سياق متصل قال مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، عبد الفتاح الفاتيحي، تعليقا على الموضوع :”توجد الكثير من المؤشرات التي تدعم استدامة جودة العلاقات المغربية السنغالية منها الاعتبار عمق وعراقة العلاقة الثنائية بين البلدين، فضلا عن رهانات ناتجة عن المنظمات جيوسياسية في إفريقيا بالنظر لما يجمع البلدين من استثمارات تدعم رؤية التكامل الاقتصادي الافريقي”.
وأضاف الفاتيحي في تصريحه لموقع سفيركم أن”الرئيس السنغالي المنتخب أكد أن بلاده ستبقى وفية لالتزاماتها وتعهداتها مع حلفائها التقليديين. وهو ما لا يعرض العلاقات البينية لأي تغيرات ولكن يتوقع أن ترتقي إلى مستويات الأفضل لاسيما أن التوجهات السياسية الجديدة للرئيس الجديد تروم تطوير لأداء مجموعة دول غرب أفريقيا، وهو ما سيجعله داعما أساسيا لمشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي الذي يلتف حوله أزيد من إثنى عشر دولة من دول غرب أفريقيا”.
ومن جهة أخرى، يشير الخبير في العلاقات الدولية، إلى أن هناك تراكمات ثقافية وحضارية جد عريقة تعزز مسارا مميزا للعلاقات المغربية السنغالية في المستقبل. ولذلك لا يمكن تسجيل أي تخوفات عن مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين”.
وشكلت الإنتخابات الرئاسية السنغالية، منعطفا في تاريخ البلاد، بعد التصويت بشكل فاق التوقعات على أحد الوجوه السياسية الشابة، مرشح المعارضة السنغالية باسيرو ديوماي فاي، الوافد الجديد على الساحة السياسية والذي يتمتع بشعبية كبيرة بين الشباب والكفاءات السنغالية.