خبير لـ”سفيركم”: شتنبر سيعرف تساقطات عاصفية وفيضانية في مختلف مناطق المغرب

شهد المغرب مؤخرا تغيرات جوية مفاجئة تسببت في هطول أمطار غزيرة وغير متوقعة في عدد من مناطق المملكة، حيث أسفرت عن فيضانات في بعض المناطق مخلفة خلفها خسائر بشرية ومادية.

وفي هذا السياق، قال مصطفى بنرامل، الخبير البيئي ورئيس جمعية المنارات الإيكولوجية، إن الأمطار الأخيرة التي شهدها المغرب هي نتيجة للتغيرات المناخية العالمية، موضحا أن انحصار ظاهرة النينيو، التي كانت يتوقع أن تسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، تزامنت مع ظهور ظاهرة النينيا في المحيط الأطلسي، مما أدى إلى تشكل كتل هوائية رطبة ودافئة صاعدة من خط الاستواء نحو الشمال، بالتزامن مع انخفاض ضغط جوي قادم من الشمال.

وأوضح مصطفى بنرامل في تصريحه لجريدة “سفيكم” الإلكترونية، أن هذا التفاعل أدى إلى تكون كتل هوائية محملة بالرطوبة فوق البحر الأبيض المتوسط، ما تسبب في عواصف رعدية غير مألوفة وفيضانات.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن هذا الوضع قد يكون دليلا على نمط مناخي جديد ناتج عن حالات طقس متطرفة، مما قد يشير إلى بداية خريف مبكر في المنطقة.

وحسب بنرامل، فإنه مع استمرار هذه الظروف، من المتوقع أن تستمر الأمطار خلال شهر شتنبر، حيث ستكون عاصفية وفيضانية في مناطق متعددة بالمغرب، تشمل الجنوب الشرقي، الجنوب، المناطق الجبلية، وحتى السهول الشمالية.

وأكد هذا الأخير، أن هذه الأوضاع تستدعي اتخاذ الحيطة والحذر، سواء في التنقلات أو في الاستغلاليات الزراعية، أو في المناطق القريبة من الأودية والأنهار لتجنب الخسائر المادية والبشرية المحتملة.

أما بالنسبة لتداخل الفصول، أشار بنرامل إلى أن السنة الماضية شهدت فصلا واحدا تقريبا يجمع بين الأمطار والجفاف في نفس الوقت.

ومع استمرار التقلبات المناخية، لا يزال الخبراء غير قادرين على تحديد نمط ثابت لفصول السنة، حسب بنرامل، حيث قد نشهد أربعة فصول، أو فصلين، أو حتى فصلا واحدا ماطرا وجافا معا.

وفيما يتعلق بتأثير الأمطار على الموارد المائية، توقع بنرامل أن تسهم هذه الأمطار في زيادة الكميات المائية المخزونة في السدود، لكنه أبدى أسفه لأن كميات كبيرة من هذه الأمطار قد تضيع بسبب طبيعة التضاريس في المغرب، حيث قد تتجه المياه إما إلى الأراضي الشاسعة أو مباشرة نحو البحر، مضيفا أن هذه التغيرات قد تعيد تشكيل خريطة الفصول على مدار السنة.

وخلص مصطفى بنرامل، الخبير البيئي ورئيس جمعية المنارات الإيكولوجية، إلى أن البنية التحتية الحالية في المغرب لا تستوعب هذه الكميات الهائلة من المياه، مؤكدا على ضرورة توزيع المياه بطرق تتيح تغذية التربة والفرشة المائية الجوفية بشكل فعال، وليس فقط تجميعها في السدود.

 

تعليقات( 0 )