خبير: وصول القاصرين لإسبانيا لا يعني نهاية المعاناة والأحزاب اليمينية المتطرفة تستغل الملف

تصاعدت اتهامات موجهة إلى الجانب المغربي بتسهيل عبور المهاجرين نحو سبتة المحتلة، في خطوة وصفت بأنها “محاولة لممارسة ضغوط سياسية على إسبانيا”، وذلك في أعقاب الزيارة الأخيرة التي قامت بها وزيرة الدفاع الإسبانية إلى مدينة سبتة المحتلة.

وجاء ذلك على خلفية محاولة مئات الشباب المغاربة، بينهم قاصرون ونساء، الوصول إلى الأراضي الإسبانية عبر البحر مستغلين الظروف الجوية الصعبة التي شهدتها المنطقة الحدودية بين المغرب وسبتة المحتلة مؤخرا.

وفي هذا السياق، أشار عبد العالي المرابطي، أستاذ جامعي ومستشار قانوني في الهجرة بسرقسطة (الآراكون)، إلى أن بعض الأصوات اعتبرت أن عملية العبور الأخيرة لم تكن بريئة، متهمة الجانب المغربي بتسهيل عبور القاصرين إلى مدينة سبتة المحتلة بهدف ممارسة ضغوط على إسبانيا، وذلك في أعقاب زيارة وزيرة الدفاع الإسبانية إلى المدينة.

وأضاف الخبير المغربي المقيم بإسبانيا، في تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أن الواقعة تتعلق بمحاولة هجرة جماعية نحو سبتة قبل ثلاثة أيام، حيث حاول عدد من الشباب المغاربة، بينهم قاصرون ونساء، الوصول إلى الشواطئ الإسبانية عن طريق السباحة، مستغلين الضباب الكثيف الذي صعب الرؤية على حرس الحدود، حيث تمكن بعضهم من الوصول بالفعل، فيما تعذر على آخرين إكمال هذه المغامرة.

وأشار الخبير في الهجرة واللجوء بإسبانيا، إلى أن هذا الهجوم المفاجئ دفع سلطات البلدين إلى التحرك بسرعة لاعتراض المهاجرين، حيث تمكن حرس الحدود البحرية الإسبانية من اعتراض واعتقال العشرات، وتم تنفيذ عمليات طرد سريعة بحقهم، مبرزا أن العملية واجهت انتقادات من جمعيات حقوقية، خاصة بعد تسليم العديد منهم للسلطات المغربية، مع احتفاظ السلطات الإسبانية بعدد كبير من القاصرين وطالبي اللجوء الإنساني في مراكز الإيواء بسبتة بعد تدخل منظمة الصليب الأحمر.

وأكد المتحدث ذاته، أن مراكز الإيواء في سبتة تعاني من اكتظاظ شديد، إذ وصل عدد المقيمين إلى 480 شخصا رغم أن الطاقة الاستيعابية للمراكز لا تتجاوز 132 شخصا، مشيرا  إلى وقوع حالات وفيات بين المهاجرين الذين حاولوا العبور، دون الإعلان عن رقم رسمي.

وقال المتحدث نفسه، إن الأحزاب اليمينية المتطرفة في إسبانيا استغلت هذه الأحداث لمهاجمة الحكومة واتهامها بالتساهل في ملف هجرة القاصرين من المغرب، داعية إلى طرد جميع القاصرين غير المصحوبين المتواجدين على الأراضي الإسبانية، وسط توجيه اتهامات عنصرية ضدهم.

واختتم عبد العالي المرابطي أستاذ جامعي، ومستار في الهجرة بسرقسطة (الآراكون)، تصريحه بالتأكيد على أن وصول القاصرين إلى إسبانيا لا يعني نهاية المعاناة، بل قد يكون بداية لطريق محفوف بالمخاطر يستمر لسنوات.

 

تعليقات( 0 )