كشفت دراسة حديثة أن استخدام الهواتف الذكية منذ سن مبكرة يؤثر بشكل سلبي على الصحة العقلية، حيث يتسبب في العدوانية والغضب والهلوسة.
وأوضحت دراسة نشرت نتائجها في موقع “Gulf News“، أجرتها مؤسسة “سابيين لابز” (Sapien Labs)، أن الأطفال الذين حصلوا على هواتف ذكية في سن مبكرة، وتحديدا قبل بلوغ العاشرة، يعانون من مشاكل نفسية حادة مثل زيادة العدوانية والغضب، وحتى الهلوسة.
وأضاف الباحثون المشرفون على هذه الدراسة، التي شملت أكثر من 10,000 مراهق من الولايات المتحدة والهند، أن تأثير استخدام الهواتف الذكية يظهر بوضوح بين المراهقين الأصغر سنا، ما يجعلهم عرضة لتدهور صحتهم العقلية بسبب الاستخدام المبكر لهذه الأجهزة.
وواصلت الدراسة أن أكثر من نصف المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة يعانون من مشاكل نفسية، مقارنة بنسبة لا تتجاوز 20% من البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاما.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الفتيات هن الأكثر تأثرا من استخدام الهواتف الذكية، حيث تعاني نسبة 65% منهن من اضطرابات عاطفية، مقارنة بـ48% من الذكور، وتتنوع هذه المشاكل بين مشاعر الحزن والخوف والذنب.
وذكرت الدراسة أن المراهقين الذين حصلوا على هواتف ذكية في عمر مبكر، والذين استخدموه لوقت طويل يعانون من الانعزال عن الواقع والاضطرابات النفسية، إضافة إلى زيادة السلوكيات العدوانية والهلوسة.
وحذرت مينو ماثيوز؛ أستاذة علم النفس بجامعة هيريوت وات دبي، من تأثير الاستخدام المفرط للشاشات على النشاط البدني والصحة العقلية للأطفال والمراهقين، قائلة إن “استخدام الهواتف الذكية قبل النوم يؤدي إلى استثارة عقلية وتعطيل الإيقاع الطبيعي للنوم، مما يؤثر سلبا على جودة النوم”.
وأكدت أن الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة يعيق قدرة الأطفال والمراهقين على بناء علاقات اجتماعية سليمة، كما يضعف قدرتهم على التفاعل مع الآخرين خارج العالم الرقمي.
وتجدر الإشارة إلى أن دراسة علمية سابقة، كانت أجريت في المملكة المتحدة في سنة 2022 وشملت 36 ورقة بحثية، قد أظهرت أن الاستخدام المكثف للشاشات يرتبط بتقليل ساعات النوم ويزيد من الاستيقاظ المتكرر خلال الليل، ما يتسبب في ضعف التركيز وتقليل القدرة على استيعاب المعلومات.