كشفت دراسة حديثة أن الاستخدام المنتظم للأسبرين يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، خاصة لدى الأشخاص الذين يتبعون أسلوب حياة غير صحي.
وجاء في هذه الدراسة التي نشرت نتائجها للمرة الأولى في مجلة “JAMA Oncology”، والتي أعادت مجلة “Science Daily” نشرها، أن الباحثون المشرفون على هذه الورقة البحثية قرروا دراسة الفئات التي يمكن أن تستفيد من استخدام الأسبرين وتحديد المخاطر المرتبطة باستعمال هذا الدواء.
واعتمدت الدراسة على بيانات أزيد من 107,655 مشارك، معظمهم من البيض، شاركوا في دراسات صحية كبيرة تضم مهنيين كبار في قطاع الصحة.
وقام الباحثون بتتبع المشاركين في الدراسة لمدة عقد كامل، وتمت مراقبة حالاتهم الصحية لتحديد مستوى إصابتهم بسرطان القولون والمستقيم، كما تم توزيع استبيانات عليهم لقياس أنماط حياتهم الصحية، بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم، وتناول الكحول، والنظام الغذائي، والتدخين، وممارسة التمارين الرياضية.
وحدد الباحثون استخدام الأسبرين بانتظام، في تناول اثنين أو أكثر من جرعات الأسبرين العادية، أو ستة أو أكثر من الجرعات المنخفضة في الأسبوع.
ووجد الباحثون أن من يتناولون الأسبرين بانتظام يقل لديهم خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18% مقارنة بمن لا يتناولون هذا الدواء، وكان التأثير أكبر بين أولئك الذين يتبعون أنماط حياة غير صحية، خاصة المدخنين أو الذين يتمتعون بمؤشر كتلة جسم أعلى من 25.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور دانييل سيكافي، المؤلف الرئيسي للدراسة وأخصائي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى ماس جنرال برينغام: “تظهر نتائجنا أن الأسبرين يمكن أن يخفض بشكل كبير الخطر المرتفع للإصابة بسرطان القولون والمستقيم”.
وعلى الرغم من أن الدراسة لم تحدد السبب الدقيق وراء فوائد الأسبرين، فإن أبحاث سابقة أشارت إلى أن الأسبرين قد يمنع الإشارات الالتهابية التي يمكن أن تؤدي إلى السرطان.
وأكد الباحثون على ضرورة أن يأخذ الأطباء في الاعتبار عوامل الخطر المختلفة لنمط الحياة عند تحديد ما إذا كان يجب على الشخص تناول الأسبرين بانتظام للوقاية من سرطان القولون والمستقيم.
ومن جانبها، قالت الدكتورة كريستينا أنونزياتا، نائبة الرئيس الأول في الجمعية الأمريكية للسرطان، إن البحث أظهر أكبر تأثير للأسبرين بين الأشخاص الذين لديهم أكبر عدد من عوامل الخطر للإصابة بسرطان القولون.
وأكدت أنونزياتا على أهمية أن يتذكر الناس أن السرطان ليس حتميا، وأن بإمكانهم اتخاذ خطوات لتقليل خطر الإصابة به، مثل الحفاظ على وزن صحي، وتناول نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، وتقليل تناول الكحول.
وأشار الدكتور ريموند دوبوا، الرئيس السابق للجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان، إلى أن الأدلة في الدراسة الجديدة تُظهر فائدة الأسبرين بالنسبة للمشاركين الأكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، مبرزا أن تناول جرعتين من الأسبرين في الأسبوع قد يخفف من مخاطر النزيف، خاصة إذا تم تناولها على مدار الأسبوع.
أما الدكتورة جنيفر ديفيدز، رئيسة جراحة القولون والمستقيم في مركز بوسطن الطبي، فقد شددت على ضرورة استشارة المرضى لأطبائهم قبل البدء في تناول الأسبرين بانتظام، مؤكدة على أن الأسبرين ليس بديلا للحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن.
وتجدر الإشارة إلى أنه في الغالب يوصي الأطباء بتناول جرعات منخفضة من الأسبرين لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون، لكن فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية في الولايات المتحدة قد أصدرت توصية باستخدام الأسبرين في عام 2016، إلا أنها عادت للتراجع عنها وسحبها في عام 2022، بسبب مخاوف من أن يؤدي الأسبرين إلى نزيف، أو يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي.