كشفت دارسة لمعهد الإحصاء الإيطالي في أبريل الماضي، أن العديد من المصانع تستعد إغلاق أبوابها بسبب نقص في فئة الشباب القادر عن العمل، بعد تفشي الشيخوخة، حيث يتجاوز متوسط أعمار السكان في عدة بلدات بشمال إيطاليا الـ60 عاما.
وقالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسي، بأن هذا الانهيار الديمغرافي في مناطق في إيطاليا وفي عدة مناطق أخرى في أوروبا، يرجع إلى انتشار ممارسات وأفكار شاذة في أوروبا مثل الشذوذ الجنسي، والنسوية التي شجعت، حسب دراسة للباحثة جون جونسون لويس نُشرت في 2020، على تقويض النظام الأسري، وحاربت مفاهيم الأسرة والأبوة والأمومة والزواج وحتى الأنوثة والذكورة.
وحسب العديد من التقارير الإعلامية التي نقلت تفاصيل هذه الدراسة، أشارت إلى أن الإحصاءات السكانية في دول الاتحاد الأوروبي الحديثة، تؤكد أن الدول الأوروبية بدأت تجني حصاد هذه الأفكار داخل المجتمع الأوروبي، حيث ساد التفكك الأسري وانخفضت المواليد وزادت معدلات الانتحار.
وقالت صحيفة “لوفيغارو” في تقرير نشرته في يناير الماضي من العام الجاري، فإن دولا أوروبية في مقدمتها إيطاليا تواجه شبح الانهيار الديمغرافي، وتؤكد الدراسة التي نشرتها نفس الصحيفة، أن معدل الخصوبة في أوروبا انخفض لدرجة لم يعد معها تجديد الأجيال مضمونا.
وضربت الصحيفة الفرنسية في نفس السياق المثال بإيطاليا التي وصل معدل الخصوبة فيها إلى 1.2 طفل لكل امرأة، وهو معدل منخفض جدا ترجعه الدراسة إلى العزوف عن الإنجاب أو تأخيره. وبدأت النساء الإيطاليات هذا السلوك منذ سبعينيات القرن الماضي.
وتُجمع العديد من التقارير، على أن سلوكات عديدة طرأت على المجتمعات الأوروبية، ساهمت بشكل كبير في هذا الوضع الذي تعيشه بعض البلدات الإيطالية في شمال البلاد على سبيل المثال، من قبيل النزعة الفردية، وظهور ظواهر جديدة، مثل الشذوذ الجنسي المتمثل في زواج الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، دون إمكانية الإنجاب.
كما ساهمت نزعة النسوية في الوضع الحالي، حيث انتشرت أفكار تشجع المرأة على الاستقلال بذاتها دون الاعتماد على الرجل، وهو ما أدى إلى العزوف عن الزواج وبالتالي تراجع المواليد.
تعليقات( 0 )