حذرت دراسة حديثة من تلوث مجموعة من منتجات الشوكولاتة الداكنة بمعدني الرصاص والكادميوم، وهما معدنان ثقيلان يتسببان في التسمم.
وجاء في هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة “Frontiers in Nutrition” المتخصصة في التغذية، والتي أعادت صحيفة “The Guardian” نشرها، أن مجموعة من الباحثين من جامعة جورج واشنطن قاموا بشراء أزيد من 70 منتج للشوكولاتة الداكنة، من متاجر متنوعة، لقياس مدى تلوثها بالمعادن السامة.
وواصلت الصحيفة أن هذه الدراسة، التي أجريت على مدار ثماني سنوات، أي ابتداءا من 2014 وإلى سنة 2022، لم تكشف عن أسماء المنتجات أو الشركات المصنعة للشوكولاتة الداكنة.
ووجدت الدراسة أن نسبة 43% من المنتجات التي تم اختبارها تجاوزت المستويات المسموح بها لتلوث الرصاص، و35% تجاوزت مستويات الكادميوم، وذلك استنادا إلى الإرشادات الصحية التي تحدد الحد الأقصى المسموح به من المعادن الثقيلة في الطعام.
وأكد الباحثون أن مستويات الرصاص في عينات الشوكولاتة، تراوحت من صفر إلى 3.316 ميكروغرام لكل حصة يومية، في حين أن الحد الأقصى المسموح به وفقا للإرشادات الصحية في كاليفورنيا هو 0.5 ميكروغرام يوميا، بينما تراوحت مستويات الكادميوم في العينات المدروسة من 0.29 إلى 14.12 ميكروغرام لكل حصة يومية، بينما الحد الأقصى المسموح به هو 4.1 ميكروغرام يوميا.
ولفت الباحثون إلى أنه لا يوجد مستوى آمن لتناول الرصاص، مبرزين أن الكادميوم هو معدن سام للغاية قد يتسبب في السرطان، كما أنه يستهدف القلب والشرايين والكليتين، ثم الجهاز الهضمي والعصبي والتناسلي والتنفسي.
ولم يحدد الباحثون كيف وصلت المعادن إلى منتجات الشوكولاتة، مبرزين أن الكادميوم ملوث في التربة، بينما يُشتبه في أن الرصاص وصل إلى منتجات الشوكولاته خلال مراحل التجفيف أو المعالجة أو التعبئة.
وشدد الباحثون على أن المعادن الثقيلة الموجودة في منتجات الشوكولاته، قد لا تشكل خطرا على الشخص العادي بحد ذاته، لكنها قد تكون خطيرة على المستهلكين الذين يتناولون أكثر من حصة واحدة يوميا أو بالتزامن مع مصادر أخرى لتلوث المعادن الثقيلة.
وشدد الباحثون في دراستهم على أن تلوث المنتجات المذكورة بالمعادن الثقيلة، قد لا يشكل خطرا على الشخص العادي بحد ذاته، ولكنه قد يكون خطرا على المستهلكين الذين يتناولونها لأكثر من مرة بشكل يومي، إلى جانب منتجات أخرى ملوثة بنفس المعادن.
وقال الباحثون في بيان حول الدراسة: “تشير نتائج ورقتنا البحثية إلى أن العديد من المنتجات تحتوي على الرصاص والكادميوم، بكميات قد تتجاوز الإرشادات الصحية الصارمة”، وأضافوا: “لذلك، قد تكون المراقبة المعززة مبررة، علاوة على ذلك، فإن إجراء المزيد من البحوث حول التعرض التراكمي للمعادن الثقيلة من النظام الغذائي، ككل سيساعد في وضع هذا العمل في سياق أفضل لإبلاغ السياسة الصحية العامة من أجل ضمان تدخلها”.
ومن جانبه، قال كريستوفر جندلسبرجر، نائب الرئيس الأول للشؤون العامة والاتصالات في الرابطة الوطنية للحلويات، في تصريح للصحيفة: “الشوكولاتة والكاكاو آمنان للأكل ويمكن الاستمتاع بهما كعلاجات كما كان الحال لقرون، وتبقى سلامة الغذاء وجودة المنتج أولويتنا القصوى ونحن ملتزمون بالشفافية والمسؤولية الاجتماعية.”
تعليقات( 0 )