كشفت دراسة حديثة أن ممارسة الرياضة في منتصف العمر، يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، حيث أن الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة بدنية عالية، يتراجع لديهم خطر الإصابة بهذا المرض.
وأوضحت هذه الدراسة التي نشرت نتائجها للمرة الأولى في مجلة “British Journal of Sports Medicine” والتي أعادت صحيفة “سي إن إن” نشرها، أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة ويتمتعون بمستويات عالية من اللياقة البدنية، تكون لديهم وظائف إدراكية أفضل، كما يقل لديهم خطر الإصابة بالزهايمر بنسبة 0.6٪ مقارنة بذوي اللياقة المنخفضة، كما أن ظهور هذا المرض يتأخر عند هذه الفئة بمعدل 1.5 سنة.
وقام الباحثون المشرفون على هذه الورقة البحثية، بتحليل بيانات أزيد من 61 ألف شخص، تتراوح أعمارهم بين 39 و70 سنة، لمدة 12 عاما، كما قارنوا بين مستوى اللياقة البدنية للمشاركين ومدى احتمالية إصابتهم بالخرف.
وأظهرت الدراسة أن اللياقة البدنية، التي تُبنى بممارسة التمارين الهوائية بشكل منتظم، تعزز من امتصاص الأكسجين في الرئتين والقلب، ما يساعد على تحمل النشاط المكثف لفترات طويلة دون الشعور بالإرهاق، موضحة أن الأشخاص المعرضين وراثيا للإصابة بالزهايمر ممن يمارسون الرياضة؛ ينخفض لديهم خطر الإصابة بالزهايمر بنسبة 35% بفضل اللياقة البدنية العالية.
وفي هذا الصدد، أوضح البروفيسور ويلي شو من مركز أبحاث الشيخوخة بمعهد كارولينسكا في ستوكهولم، أن اللياقة البدنية تلعب دورا أساسيا في تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر، حتى عند الأشخاص المعرضين وراثيا للإصابة به، حيث قال: “إن تحسين اللياقة تدريجيا يُعد وسيلة عملية لتعزيز صحة الدماغ لجميع الفئات”.
وبدوره، صرح ريتشارد آيزاكسون، وهو مدير الأبحاث في معهد الأمراض العصبية بفلوريدا، قائلا إن “الجينات لا تتحكم في مصيرنا، فالتمارين الرياضية تعمل كدواء يعزز صحة الدماغ ويؤخر ظهور الخرف والزهايمر”، موضحا أنه يمكن تحقيق نتائج إيجابية من خلال اتخاذ خيارات استباقية، من قبيل: اتباع نظام غذائي صحي، والحصول على قسط كافي من النوم، ثم إدارة الكوليسترول والسكر وضغط الدم، وكذا الخضوع لفحوصات منتظمة للسمع والبصر.
وأظهرت الدراسات السابقة أن اللياقة البدنية تتراجع بشكل تدريجي مع التقدم في العمر، حيث تنخفض بنسبة تتراوح بين 3 و 6% في العشرينات، وتصل إلى أكثر من 20% بعد سن السبعين، وفق ما أورده البيان الصادر عن جمعية القلب الأمريكية.
وأوضح الدكتور فالنتين فوستر، رئيس مستشفى ماونت سايناي بنيويورك، أن الدراسة اعتمدت على الملاحظة، ما يعني أنها لا تثبت علاقة مباشرة بين السبب والنتيجة، لافتا إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة منخفضة كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري والكوليسترول والسمنة، وهي عوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والخرف.
وخلص فوستر قائلا: “العلاقة بين صحة القلب وصحة الدماغ حاسمة، حيث أن نفس العوامل التي تؤثر على أمراض القلب قد تلعب دورا مهما في تطور الخرف وتسريع الإصابة بمرض الزهايمر”.