بقلم: عبد العالي ناعيم
في أعماق التاريخ المغربي، حيث تتشابك خيوط الحضارات وتنبض روح الأرض، يقف الأمازيغ كجذورٍ عميقةٍ لا تُقتلع. إنهم ليسوا مجرد شعبٍ عابر، بل هم صانعو حضارةٍ امتدت آلاف السنين، لغتهم تترنّم في الجبال، وتراثهم يروي قصص الكفاح والصمود. الحركة الأمازيغية المغربية، هذا التنظيم الذاتي الشامخ، ليست مجرد صوتٍ يطالب بالحقوق، بل هي قلبٌ ينبض بحب الأرض، وروحٌ تدافع عن هويةٍ تُريد أن تُمحى، وإرادةٌ لا تلين في وجه الافتراءات والتشويه. إنها حركةٌ مغربية خالصة، متشبثة بتراب هذا الوطن من طنجة إلى الكويرة، تحمل على كتفيها أحلام شعبٍ يريد أن يعيش كريمًا، محترمًا، متساويًا.
ردًا على اتهامات الشوفينية: الحركة الأمازيغية ليست قومية ضيقة
إلى بعض اليساريين الذين يرمون الحركة الأمازيغية بتهمة “الشوفينية”، نقول: توقفوا عن ظلم هذا النضال العادل! أنتم الذين تزعمون الدفاع عن المهمشين والمضطهدين، كيف تُعميكم رؤيتكم عن حركةٍ شعبيةٍ تُمثل شعبًا أُريد له أن يذوب في هوياتٍ أخرى؟ الحركة الأمازيغية لا تسعى إلى التفرقة أو التعالي على أحد، بل هي نضالٌ من أجل الحق في الوجود الثقافي واللغوي. هل طلب تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس شوفينية؟ هل المطالبة بحقوقٍ ثقافيةٍ متساوية تفرقة؟ إن كنتم تؤمنون بالعدالة الاجتماعية، فكونوا إلى جانب الأمازيغ في مواجهة التهميش التاريخي، لا أداةً لتشويه نضالهم. الحركة الأمازيغية ليست ضد أحد، بل هي مع الحق، مع التنوع، مع مغربٍ يحتضن كل أبنائه دون تمييز.
ردًا على اتهامات العمالة: الحركة الأمازيغية مغربية خالصة
وإلى الإسلامويين الذين يتهمون الحركة الأمازيغية بالعمالة للكيان الصهيوني أو لغيره من القوى الخارجية، نقول: كفى افتراءً! الحركة الأمازيغية ليست وكيلةً لأي أجندةٍ أجنبية، بل هي ابنة هذا التراب، متجذرة في أرض المغرب، تحمل هموم شعبها وتدافع عن كرامته. إنها حركةٌ ترفض الخضوع للواهبية التي تحاول طمس التنوع الثقافي باسم الدين، وتقاوم تحكم قوى الإخوان التي تُحركها أيادٍ خارجية كقطر وغيرها. أنتم الذين تتحدثون عن الدين، أليس من الدين احترام التنوع الذي خلقه الله؟ أليس من العدل الدفاع عن شعبٍ يريد أن يحافظ على لغته وتراثه؟ الحركة الأمازيغية ليست خائنةً لوطنها، بل هي درعٌ يحمي هوية المغرب من محاولات الطمس والتذويب.
ضد القومية العربية المقيتة: نضال من أجل التنوع
الحركة الأمازيغية تقف بشموخٍ في وجه القومية العربية الضيقة التي حاولت، على مدى عقود، أن تُذيب التنوع المغربي في بوتقةٍ واحدة. هذه القومية التي أنكرت اللغة الأمازيغية، وهّمشت ثقافتها، وحاولت أن تجعل من المغرب نسخةً موحدة لا تعترف بتاريخه الغني وتنوعه العريق. لكن الحركة الأمازيغية ليست ضد العرب أو اللغة العربية، بل هي ضد الظلم الثقافي، ضد محو الهوية، ضد فكرة أن تكون مغربيًا يعني أن تتخلى عن جزءٍ من ذاتك. إنها حركةٌ تحتفي بالتنوع، وتدعو إلى مغربٍ يتسع للجميع: أمازيغ، عرب، صحراويين، وكل من يحب هذا الوطن.
بعيدًا عن الأجندات الخارجية: حركةٌ مستقلة
الحركة الأمازيغية ترفض بكل قوة أي ارتباطٍ بالحركة الصهيونية أو بأي قوى خارجية أخرى. قضيتها ليست مستوردة، ولا تُحركها أيادٍ أجنبية. إنها قضيةٌ مغربية خالصة، ولدت من رحم الأرض المغربية، وتستمد قوتها من إرادة شعبٍ يريد أن يعيش بكرامة. لا قطر، ولا الوهابية، ولا أي قوةٍ أخرى يمكنها أن تُملي على الأمازيغ مسارهم. إنهم أحرار، متمسكون باستقلالهم، يناضلون من أجل وطنٍ يحترم هويتهم ويصون حقوقهم.
التزامٌ بالديمقراطية والعدالة
الحركة الأمازيغية ليست مجرد نضالٍ من أجل الهوية، بل هي حركةٌ ديمقراطية بامتياز. إنها تنخرط في كل القضايا العادلة والمشروعة، من أجل مغربٍ يسوده العدل والمساواة. إنها تدافع عن الحرية، عن حقوق الإنسان، عن حق كل مواطنٍ في أن يعيش كريمًا، محترمًا، متساويًا. من خلال هذا التنظيم الذاتي، يرفع الأمازيغ صوتهم ليس فقط من أجل لغتهم وثقافتهم، بل من أجل كل مغربي يؤمن بأن التنوع هو قوة، وأن الديمقراطية هي السبيل الوحيد لبناء وطنٍ قوي.
أيها الأمازيغ، أيها المغاربة، أيها الأحرار في كل مكان، هذا هو وقت الوحدة، وقت الصمود، وقت أن نقول “كفى ظلمًا” لكل من يحاول طمس هويتنا أو تشويه نضالنا! الحركة الأمازيغية هي مشعلٌ يضيء درب المغرب نحو مستقبلٍ يحتضن تنوعه، يحترم لغاته، ويفتخر بتاريخه. إنها دعوةٌ لكل من يحب هذا الوطن أن يقف إلى جانبها، أن يدافع عن اللغة الأمازيغية، عن الثقافة الأمازيغية، عن أرض المغرب من طنجة إلى الكويرة.
لا تخافوا الاتهامات، فالحق دائمًا يُطارد قبل أن ينتصر. كونوا صوت الأرض، صوت الجبال، صوت الأجداد الذين حاربوا من أجل هذا التراب. الحركة الأمازيغية ليست مجرد تنظيم، بل هي حلمٌ، هي إرادةٌ، هي وعدٌ بمغربٍ أجمل، أكثر عدلاً، أكثر تنوعًا.