عبر الفنان والممثل المغربي؛ رشيد الوالي، عن استيائه من التصريحات الأخيرة التي أدلى بها عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، والتي وصف فيها بعض المغاربة بـ”الميكروبات” و”الحمير”، بسبب مواقفهم من أولويات القضايا الوطنية والدولية.
وأوضح رشيد الوالي في التدوينة التي نشرها في حساباته الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي، أنه لا ينتمي لأي تيار سياسي، لكنه كمواطن مغربي بسيط يؤمن بأن التعبير عن الرأي حق مشروع، وأن احترام الآخر واجب لا يُناقش، معبرا عن رفضه الطريقة التي خاطب بها عبد الإله بنكيران فئة من المغاربة.
وقال: “شعرت بالحزن وأنا أستمع إلى تصريحات السيد عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وهو يصف بعض المغاربة بـ”الميكروبات” و”الحمير”، لمجرد أنهم عبّروا عن رأيهم بأن القضية الوطنية تأتي أولا بالنسبة لهم، دون أن ينقص هذا من تضامنهم مع القضية الفلسطينية. والذين لم يعترضوا يوما عن دعمهم .والذي ينوب عنهم هو ملكهم في إرسال المساعدات وفتح للمستشفيات وغيره”.
وعاتب رشيد الوالي بنكيران على “انزلاق” لغته في الخطاب، معتبرا أنه من واجب السياسي أن يحافظ على احترامه للناس، ولا سيما من يختلفون معه، حيث قال: “سي بن كيران، مع كامل احترامي، حتى الأب، في زمننا هذا، لم يعد يصف ابنه بهذه الأوصاف، فكيف يحق لسياسي أن يخاطب شعبا بأكمله بهذا الأسلوب؟ كيف يمكن لرجل تقلّد مسؤولية رئاسة الحكومة يوما ما أن يسمح لنفسه بأن ينزلق إلى هذا المستوى من الخطاب؟”.
وأكد أن واجب السياسي يحتم عليه أن يحترم الناس وكرامتهم حتى في ذروة الخلافات، وقال في هذا الصدد: “حتى لو كانت هناك اختلافات، وحتى لو كنت تختلف معهم في التقدير، وحتى لو كنت على حق …فهناك دائما كلمات تحفظ الكرامة، وتُبقي للغة معناها الإنساني”.
وأضاف رشيد الوالي أن الخطاب السياسي يجب أن يُبنى على الرزانة والحكمة، لا على الانفعالات والشتائم، لافتا إلى أن اللحظة السياسية الراهنة تحتاج إلى شخصيات تحمل خطابا متوازنا يحترم ثقافة الاختلاف، وقال بصريح العبارة: “وإن كان العمر أو الضغط قد جعلك تفقد صبرك أمام الميكروفون، فربما آن الأوان لتترك المجال لدماء جديدة، لخطاب جديد، أكثر احتراما، أكثر وعيا، أكثر نضجا”.
ولفت إلى أن مثل هذه التصريحات قد تُفقد بن كيران رصيده السياسي، مشيرا إلى أن الإساءات تُنسى، لكن أثرها يبقى قائما في الذاكرة الجماعية، إذ قال: “لا أحد ينكر أن لك محطات قدّرتها فئة من المغاربة، لكنها لن تبقى في الذاكرة إذا غطّى عليها هذا النوع من التصريحات. فالتاريخ لا يرحم، والمغاربة لا ينسون الكلمة الجارحة”.
ووجه رشيد الوالي نصيحة لقيادي “البيجيدي” طالبه فيها بأن ينسحب بهدوء من المشهد السياسي إذا شعر بأن اللحظة تجاوزته، قائلا:”إن كنت ترى أن السياسة اليوم لم تعد تسعك، فانسحب في صمت، ودع الناس تذكرك بالخير، لا بالإهانة، هذه رسالة من فنان مغربي يؤمن أن الكلمة الطيبة، هي التي تخلّد الإنسان في قلوب الناس، كما يقول المغاربة .”الفم اللي يقول الزمر يقول التمر “.