أشادت السياسية المغربية الفرنسية رشيدة كعوت ، ورئيسة المفوضية العليا للمغتربين الأفارقة، بالدور الذي يلعبه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج؛ ناصر بوريطة، في الاهتمام بقضايا مغاربة العالم، مبرزة أنها اختارت السياسة لإحداث التغيير، وأنها وجدت في العمل الجمعوي عنصر “الحياد”.
وأوضحت كعوت في حوار أجرته مع موقع “سفيركم” الإلكتروني، على هامش الجمع العام للجاليات الإفريقية، أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج يعد مثالا جديرا بالاحتذاء في دعم مغاربة العالم، قائلة: “جمعتني عدة لقاءات مع عدد من المسؤولين، مثل وزير الخارجية ناصر بوريطة، الذي يعتبر مثالا يحتذى به في دعم المغاربة المقيمين في الخارج”، وخاصة في ظل التوجيهات الملكية التي تشدد دائما على أهمية تعزيز الروابط مع مغاربة العالم.
وفيما يتعلق بولوجها عالم السياسة، فقد أكدت أنها بدأت مسيرتها من خلال انخراطها في الدائرة التاسعة للمغتربين الفرنسيين، حيث كانت تسعى للترشح كنائبة عن الفرنسيين المقيمين بالخارج خلال فترة الانتخابات التشريعية السابقة، مبرزة أن هذا الانخراط كان نتيجة لمسار سياسي تطور مع مرور الوقت ومع اللقاءات العديدة التي جمعتها بمهاجرين من خلفيات متنوعة.
ولفتت رشيدة كعوت إلى أنها قد زارت مجموعة من البلدان الإفريقية، حيث تعرفت على قصص مهاجرين أثرت فيها، قائلة: “زرتُ 16 دولة إفريقية، منها الجزائر، مالي، كوت ديفوار، السنغال، والنيجر، خلال هذه الزيارات، التقيت بأشخاص معظمهم، أي حوالي 70% منهم كانوا من أصول مهاجرة مثلي. بعضهم عاد إلى بلدانهم الأصلية، بينما اختار آخرون الاستقرار في دول إفريقية، وسردوا لي قصصهم الشخصية، فمنهم من ترك فرنسا بسبب ما اعتبره عنصرية أو شعورا بعدم الانتماء، بينما وجد آخرون في إفريقيا فرصا اقتصادية وحياتية واعدة”.
وذكرت أن هذه القصص دفعتها إلى إعادة تقييم مسارها في السياسة، حيث قالت: “إحدى هذه القصص التي أثرت فيّ كانت حول الإمكانيات الغنية غير المستغلة التي توفرها القارة الإفريقية، ما دفعني إلى التساؤل: هل انخراطي في السياسة كان بهدف الحصول على منصب؟ أم كان بدافع إحداث تغيير حقيقي؟”.
واستطردت المسؤولة الفرنسية أن العمل الجمعوي شكل المسار الأنسب لإحداث تغيير حقيقي، بعيدا عن أي انتماءات سياسية أو دينية، قائلة: “وجدتُ الإجابة في العمل الجمعوي، الذي يتيح لي الحياد بعيدا عن أي اعتبارات سياسية أو دينية، ويجمع بين مختلف الفئات رغم اختلافاتهم، هذا النهج أعطى ثمارة، حيث حصلنا على دعم من شخصيات بارزة، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أشاد بجهودنا”.
ودعت رشيدة كعوت إلى تعزيز التعاون بين الحكومات الإفريقية وفرنسا لدعم الجاليات المقيمة في الخارج وبناء مستقبل مشترك، حيث قالت: “أدركت أن النجاح يتطلب أيضا تظافر جهود الحكومات المعنية، سواء تلك المتواجدة في إفريقيا أو فرنسا، لتقديم الدعم اللازم لهذه المجتمعات. وفي النهاية، مسؤوليتنا كبيرة تجاه بلداننا الأصلية، ودورنا في بناء مستقبل مشترك لا يقل أهمية عن أدوار الجنسيات الأخرى المشاركة في المفوضية العليا للجاليات الإفريقية بفرنسا”.