في تطور كبير على الساحة السياسية الشرق أوسطية، فقدت الجزائر، بسقوط نظام بشار الأسد، دعما سياسيا مهما في قضية الصحراء المغربية، كما يُرتقب أن تفقد الدعم السياسي لإيران أيضا التي تراجع تأثيرها في المنطقة، نتيجة تقليص قوة بعض الأطراف والفصائل التابعة لها، مثل حزب الله في لبنان وفصائل أخرى في العراق.
ووفقا لما كان سائدا في السنوات الأخيرة، فإن نظام الأسد كان حليفا ومتقاربا مع الجزائر، وكان ينحاز إليها في قضية الصحراء. في المقابل، كانت الجزائر تسعى جاهدة لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية رغم الجرائم الفظيعة التي كان يرتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري.
ويُشار في هذا السياق، إلى أنه على الرغم من الأزمة الإنسانية التي كانت سائدة في سوريا، حافظت الجزائر على دعمها للأسد في سعيها لاستعادة دور سوريا في العالم العربي، من أجل تعزيز مواقفها في قضية الصحراء بحليف عربي آخر، في ظل التئام باقي الدول العربية على دعم سيادة المغرب على الصحراء، وبالتالي فإن سقوط نظام الأسد، هو سقوط للحليف الوحيد الذي كانت تمتلكه الجزائر عربيا.
من جانب آخر، كانت الجزائر -ولازالت- تتمتع بعلاقات استراتيجية مع إيران، التي كانت تدعم البوليساريو عبر ذراعها في لبنان، أي حزب الله، حيث سبق أن أكدت العديد مم التقارير أن إيران كانت تقدم الدعم العسكري للجبهة الانفصالية، بما في ذلك تزويدها بمعدات وأسلحة نوعية.
كما أظهرت بعض المصادر أن البوليساريو كانت قد أعلنت عن رغبتها في الحصول على طائرات مسيرة من إيران لتعزيز قدراتها العسكرية في الصراع المفتعل في الصحراء.
لكن مع تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة نتيجة للتقلبات السياسية والتحولات التي شهدتها المنطقة، من المرتقب أن يصبح دور طهران في دعم البوليساريو أقل تأثيرا، ولا سيما أن بعض التقارير أشارت مؤخرا إلى رغبة إيران في إصلاح العلاقات مع المغرب، وهو ما سيُفقد الجزائر عمليا، الدعم السياسي الإيراني في ملف الصحراء.
هذا التراجع في الدعم -وإن كان في معظمه غير علني- من طرف الحلفاء الاستراتيجيين مثل سوريا وإيران قد يعزل الجزائر أكثر في قضية الصحراء ويجعل موقفها أقل قوة في هذه القضية في المستقبل القريب.
ويرى كثيرون أنه في ظل هذه التحولات، قد تجد الجزائر نفسها في موقف يتطلب إعادة تقييم استراتيجياتها الإقليمية والدولية في قضية الصحراء، بينما يواصل المغرب نجاحاته الدبلوماسية في هذا الملف، بازدياد عدد الدول الداعمة لسيادته على الأقاليم الجنوبية.