كشفت الفنانة المغربية سلمى السيري، أنها فخورة بمشاركتها في فيلم الفنتازيا الجديد، لمخرجه أيوب قنير، الذي اعتبرته إضافة جديدة للمشهد الفني المغربي بفضل فكرته الجديدة التي تمزج بين الواقع والخيال من جهة، وبين اللمسة المغربية والأسلوب الأمريكي من جهة أخرى، معربة في ذات الوقت عن استغرابها من قلة العروض الفنية الوطنية المقدمة لها مقابل العروض الدولية الكثيرة التي تتلقاها.
وأوضحت سلمى السيري في تصريح قدمته لموقع سفيركم الإلكتروني، أن فيلم “اللؤلؤة السوداء” يروي قصة حجر من الفضاء، يسقط في المغرب، فتبدأ عملية البحث عنه لا سيما بعد التأكد من أنه ليس مجرد حجر عادي، وتكون مهمة البطل هي الوصول إلى هذا الحجر قبل الأعداء، مبرزة أنها ستكون رفقة عبد النبي البنيوي؛ اليد اليمنى للبطل، حيث يمهدان له الطريق ويقدمان له يد المساعدة في رحلته المحفوفة بالمخاطر و الأكشن، لا سيما وأن سلمى السيري ستكون زميلته في الأكاديمية الجوية الملكية.
وفيما يخص سر تسمية الفيلم بـ “اللؤلؤة السوداء”، فسرت سلمى سبب اختيار هذا الإسم، لما ينطوي عليه من معاني تاريخية وميثولوجية، حيث أنه مرتبط ببعض الأساطير المتواجدة في التاريخ المغربي والعالمي بصفة عامة، وذلك من أجل إضفاء طابع يمزج الخيال بالحقيقة.
وذكرت سلمى السيري أنها تجسد دور طالبة مجدة في القوات المسلحة الملكية المغربية، قائلة: “أشخص في فيلم اللؤلؤة السوداء دور طالبة في القوات المسلحة الملكية، مجدة ومن الأوائل في دفعتها، ما يؤهلها لأن تكون من حماة الوطن الذين يسهرون على حماية البيانات الحساسة، وهذه هي مهمتها في مساعدة الأبطال الآخرين”.
وأشارت إلى أن هذه المرة الأولى التي تشتغل فيها مع المخرج أيوب قنير، حيث أنها لم تكن على معرفة مسبقة به، مضيفة أنها تعرفت إليه قبل 3 أشهر من بدء موعد التصوير، حيث قالت: “شرح لي رؤيته الفنية، وأفكاره وما يعتزم القيام به في هذا العمل، وبصدق كنت مولوعة بالفكرة مليون بالمئة، لأنها مبتكرة وجديدة، وأمر كنت دائما ما أتمنى أن يكون في المغرب”.
وواصلت أن فكرة فيلم “اللؤلؤة السوداء” شبابية مئة بالمئة، وبعيدة عن السينما السوداء، كما أنها تنطوي على عنصر الإثارة والتشويق، متسائلة: “لماذا لا تكون لدينا سينما تضم كل هذه العناصر وبطابع مغربي، عوض اللجوء إلى السينما الأمريكية أو الأجنبية ؟”.
وأعربت سلمى السيري عن افتخارها بالعمل مع طاقم فيلم اللؤلؤة السوداء، مؤكدة على حرص الجميع على الاشتغال بمهنية وحماس، قائلة: “بالنسبة لطاقم الفيلم فهو ليس غريبا علي، بل سبق واشتغلت مع أغلبهم، وشرف كبير أن أشتغل معهم من جديد، وكان الجميع متحمسا للفكرة، وبقدر ما كنا متحمسين، لم نكن متأكدين من النتيجة النهائية لهذا العمل”، موضحة أن نتيجة الفيلم النهائية كانت أفضل مما كانت تتوقعه.
وشددت سلمى السيري على أن الفيلم يتميز بطابع أمريكي 100٪، لا سيما وأن المخرج من مغاربة العالم، حيث قالت: “الفيلم يتميز بطابع أمريكي مئة بالمئة، وفيما يخص حضور البصمة المغربية في هذا العمل، ما يمكنني أن أقوله هو أن العمل بأكمله يتحدث عن المغرب؛ من طنجة إلى الكويرة، حيث أن بعض مشاهده مصورة في الأقاليم الجنوبية من المملكة، التي تسقط فيها أحجار النيازك، كما أشار الفيلم إلى لغة قديمة في المغرب تتحدث عن هذه الأحجار، وهذا المزج بين الحقيقة والخيال أعطى عملا يندرج ضمن صنف الفنتازيا”.
واستطردت المتحدثة ذاتها قائلة: “مما لا شك فيه أنه إذا لم تكن راية المغرب أو غيرنا الصوت وقمنا بدبلحة الفيلم إلى اللغة الإنجليزية، سيظن الجميع أنه فيلم أمريكي 100٪”.
وبما أن كل عمل فني يتجاوز جانب الفرجة إلى ما هو أعمق، ذكرت سلمى أن أكثر ما نال إعجابها بخصوص اللؤلؤة السوداء، هو أن هذا العمل يدعو المشاهد إلى التشبث ببصيص الأمل حتى بعد الإخفاق، إلى جانب التحلي بالثقة بالنفس والإيمان بالذات وبالمؤهلات، وكذا العمل من أجل تحقيق الأحلام والطموحات بغض النظر عن المستوى الاجتماعي والثقافي.
وأبدت سلمى السيري طموحها الكبير في الوصول إلى العالمية، مذكرة بأنها اشتغلت في مجموعة من الأعمال الأجنبية إلى جانب مسلسل فريلانسر الهندي، ويتعلق الأمر بمشاركتها في الجزء الثاني والثالث من سلسلة الوعد العربية المرتقب عرضهما في القادم من الأيام، مفتخرة بهذا العمل لكونه باللغة العربية ويعكس تاريخ العرب، إضافة إلى مشاركتها في فيلم “Le Fils De Désert” الذي لم يكتمل تصويره بعد، والذي تجسد فيه دورا بطوليا لأم تدعى فاطمة، قائلة: “جد متشرفة بأنني جزء من هذا الفيلم الناطق باللغة الفرنسية، الذي يستهدف فئة الأطفال، والذي ما يزال في طور الطبخ”.
وأبدت سلمى استغرابها من تلقيها عددا كبيرا من العروض على المستوى الدولي أكثر من المستوى الوطني، حيث قالت: “الحمد لله أتلقى اليوم مجموعة من العروض الدولية مقارنة بالوطنية، وهذا ما لم أفهمه بصراحة، لأنه كنت أظن لو اشتغلت على نفسي أكثر عالميا، ربما ستكون عندي فرص وحظوظ أكثر في وطني، لكن تقريبا من سنة 2022 بعدما شاركت في عمل “فريلانسر” الهندي، تراجعت العروض الوطنية بشكل كبير”.
وخلصت إلى الإشارة إلى أنها دائما ما تشتغل على نفسها، سواء من ناحية اللغات والرياضة والتمثيل، لافتة إلى أنها تحاول التعلم أكثر لتعطي أفضل ما لديها لها كشخص وكممثلة للجمهور، مفتخرة للمرة الثانية بمشاركتها في فيلم اللؤلؤة السوداء، وباشتغالها إلى جانب مخرج وثق بقدراتها ومنحها الدور من جلسة واحدة ودون كاستينغ، وهو الأمر الذي حدث لها لأول مرة في عمل أجنبي، ولم يسبق أن حدث لها مع مخرجين مغاربة.
تعليقات( 0 )