أعادت خيبة الأمل التي منيت بها الرياضة المغربية في أولمبياد باريس لسنة 2024، إلى الأذهان قصص رياضيين من أصول مغربية الذين اختاروا تمثيل بلدان أجنبية على الرغم من انتمائهم للمغرب وأن تكوينهم في الرياضات التي تألقوا فيها خلال الأولمبياد كان في وطنهم الأم.
وفي خضم الانتقادات الموجهة للجامعات الرياضية المغربية، بخصوص الرياضيين الذين لم يستطيعو تشريف بلدهم خلال هذه الفعالية الرياضية العالمية، برزت أسماء بعض المغاربة الذين اختاروا تمثيل دول أخرى، والذين نجحوا بالفعل في تمثيلها أحسن تمثيل ورفع رايتها عاليا، في الوقت الذي كان من المفترض أن يكون الوطن أول من يحتضن هذه الكفاءات كما فعلت دول أوروبية أخرى وعلى رأسها بلجيكا وإسبانيا.
واستطاعت سارة شعاري، وهي مغربية تبلغ من العمر 19 سنة، أن تحصد في أولمبياد باريس ميدالية برونزية في رياضة التايكواندو لصالح بلجيكا، لتكون بذلك أول مغربية محجبة مسلمة تحقق هذا اللقب في أوروبا.
ونالت المغربية سارة شعاري، الميدالية بعد فوزها على الأوزبكية أوزودا سوبيرجونوفا بنتيجة 2-1، ما بوأها مركز الصدارة عالميا في فئة وزن تحت 67 كيلوغراما.
وسارة شعاري هي من مواليد 2 ماي 2005، لأب مغربي وأم بلجيكية، عشقت رياضة التايكواندو منذ طفولتها وبالتحديد في سن الخامسة، وبالموازاة مع تميزها في هذه الرياضة، سارة هي طالبة مجدة تتابع تعليمها العالي في مجال الطب بجامعة بروكسيل الحرة، كما أنها كانت من بين أفضل 6٪ من الملتحقين بامتحانات القبول في السنة الثانية من تعليمها الجامعي.
وعلى الرغم من صغر سنها، فقد راكمت سارة شعاري مجموعة من الإنجازات، بداية بحصولها على ميداليات ذهبية خلال سنة 2022، في بطولتي العالم لفئتي الناشئين والكبار للوزن الخفيف في نفس العام، إلى جانب فوزها بذهبية في دورة الألعاب الأوروبية في وزن 62 كيلوغرام، ثم الجائزة العالمية التايكواندو في سنة 2023، وكذا ظفرها بالبطولة الأوروبية لفئة 67 كجم.
ومن جانبه، شارك العداء المغربي محمد عطاوي، البالغ من العمر 22 سنة، والذي ينحدر من مدينة بني ملال، في نهائي مسابقة 800 متر برسم نهائي أولمبياد باريس ممثلا بذلك إسبانيا، على الرغم من أن تكوينه الرياضي كان قد تلقاه في المغرب، ما يطرح أسئلة حول مدى اشتغال الجامعة الرياضية على استقطاب الكفاءات المغربية لتمثيل المغرب أولا قبل دول أخرى، خاصة وأن الدور الذي بلغه محمد لم يتأهل له ممثل المغرب عبد العاطي الكص.
وينتمي محمد عطاوي إلى أسرة مهاجرة من بني ملال في إسبانيا، التي انتقل لها رفقة أسرته وهو في سن الـ6 من عمره، وكان قد أكد لصحيفة “ABC” الإسبانية، أن بدايته في رياضة ألعاب القوى تعود إلى مدربه الذي اكتشف موهبته في الركض، والذي وجهه إلى التركيز على هذه الرياضة عن غيرها من الرياضات.
وذكر للصحيفة أن مثله الأعلى في هذه الرياضة هو البطل العالمي هشام الكروج، وأنه اشتغل على نفسه لسنوات طويلة قام فيها رفقة مدربه بالتخصص في المسافات المتوسطة والخضوع لتدريب في مدينة إفران التي يدأب على التدرب فيها قبل مشاركته في أي تظاهرة رياضية مهمة.
وكان عطاوي قد نال ميدالية فضية في بطولة أمم أوروبا في روما خلال السنة الجارية، في سباق 800 متر، بتوقيت قياسي يبلغ دقيقة و45 ثانية و 20 جزءا من الثانية، كما أنه يقترب من تمثيل أسبانيا في المنتخب الأول وفئة الكبار.
تعليقات( 0 )