أكد المحلل السياسي وخبير العلاقات الدولية، محمد شقير، أن خروج بولس الإعلامي مع قناة “ميدي1 تي في”، يأتي لتفنيد روايات خصوم المملكة التي تشكك في اعتراف ترامب بمغربية الصحراء، مبرزا أن تصريحاته تنطوي على دلالة مفادها أن أي مشاورات مع الجزائر لن تتم إلا في إطار مقترح الحكم الذاتي المغربي.
وأوضح محمد شقير في تصريح صحفي خص به موقع “سفيركم” الإلكتروني، أن تصريحات بولس تأتي لرفع اللبس عن ما يروجه أعداء الوحدة الترابية للمملكة، من تشكيك في اعتراف ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء، قائلا: “يبدو أن تصريحات بولس مستشار الرئيس الأمريكي التي أوكلت له مهمة تنزيل الحل الأمريكي لحل نزاع الصحراء، لقناة وإذاعة ميدي1 تيفي، تأتي لرفع أي لبس حول ما تم ترويجه من تأويل بشأن تصريحه بأن الحل الأمريكي ليس مطلقا”.
وأضاف المتحدث ذاته أن بعض الجهات المناصرة لخصوم المملكة المغربية ووحدتها الترابية، عمدوا إلى تأويل تصريحاته، والتشكيك من خلالها في الموقف الأمريكي على غرار التشكيك في قرار الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، بعد رحيل ترامب وتولي إدارة بايدن التي كرست هذا الموقف باعتباره قرارا استراتيجيا للدولة الأمريكية
وذكر المحلل السياسي أن خروج بولس في تصريح إعلامي لقناة مغربية، يعتبر بمثابة تأكيد قطعي على تبني الولايات المتحدة الأمريكية لمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، قائلا: “وعلى نفس المنوال فقد أتت تصريحات بولس للقطع بوضوح مع تبني الولايات المتحدة لمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع”.
وأردف أن لقاء وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يأتي في سياق تعيين مستشار الرئيس ترامب لتنزيل هذا الحل خلال جولته بالمنطقة ولقائه بمختلف الأطراف خاصة الجزائر والمغرب.
وخلص المحلل السياسي بالإشارة إلى أن تصريحه للقناة المغربية يؤكد أن المشاورات مع الجزائر لن تتم إلا في إطار مقترح الحكم الذاتي المغربي، قائلا: “هذا التصريح يأتي كتأكيد على أن المشاورات أو المفاوضات ستكون وفق هذا المقترح في إشارة سياسية للجزائر والبوليساريو بأن ذلك لن يكون إلا في هذا الإطار، في استبعاد تام لأي مقترح حول تقرير المصير الذي ما زالت تردده السلطات الجزائرية، رغم تغير كلي في تطورات الموقف الدولي والاقليمي بتجديد فرنسا اعترافها بمغربية الصحراء ومساعدة 22 دولة من الاتحاد الأوربي لمبادرة الحكم الذاتي”.