صحف عالمية تسلط الضوء على اندثار الوشم الأمازيغي لدى النساء المغربيات

تناقلت مجموعة من الصحف العالمية في الساعات القليلة الماضية، تقارير إعلامية ترصد اندثار الوشم الأمازيغي لدى النساء الأمازيغيات المغربيات، ولا سيما في مناطق جبال الأطلس والقرى النائية، بسبب انتشار مجموعة من التفسيرات الدينية التي تحرم هذا التقليد المتوارث بين نساء هذه المناطق منذ القدم.

ونشرت وكالة الأنباء الفرنسية قصة هنو مولود، إحدى النساء الأمازيغيات في قرية إمليلشيل، تبلغ من العمر الآن 67 عاما، التي روت تفاصيل قيام عائلتها بوضع وشم على ذقنها، كان يعتبر آنذاك رمزا للجمال في قبيلتها، مضيفة: “أخبروني حينها أن الوشوم كانت زينة جميلة”.

وذكرت الوكالة أن أصول هذا التقليد تعود إلى الأمازيغ الذين كانوا يفضلون تسميتهم بـ”إيمازيغن”، وهو مصطلح يعني “الأحرار”، وعلى غرار العديد من الثقافات الأصلية حول العالم التي كانت تعتمد وشم الوجه كعادة تقليدية، بدأت هذه الممارسة تتلاشى تدريجيا في المغرب.

وفسرت وكالة الأنباء الفرنسية هذا التراجع بما سمتها “التحولات الدينية التي شهدها المغرب في العقود الأخيرة”، معتبرة أن “التفسيرات الجديدة للإسلام، التي تحرم الوشوم والتعديلات الجسدية الأخرى مثل الثقب، أصبحت أكثر انتشارا في المجتمع”، حسب قولها.

وفي حديثها للوكالة، قالت هنو مولود “كنا نستخدم الفحم لرسم الأشكال على وجوهنا، ثم تقوم امرأة بوخز الرسم بإبرة حتى يخرج الدم، وكنا نفرك الجرح يوميا بعشبة خضراء ممضوغة لتعمق لون الوشم”، مبرزة أن أشكال هذه الوشوم تختلف بين القبائل الأمازيغية، حيث كانت تستخدم لتحديد الأصل وتعزيز الجمال وتوفير الحماية.

ومن جانبها تناقلت مجموعة من الصحف العالمية تقرير الوكالة الفرنسية للأنباء حول اندثار الوشم الأمازيغي في المغرب، ويتعلق الأمر بكل من “Barrons“، “التايمز الهندوسية”، و “El Paso Inc“وغيرهم، مؤكدة أنه رغم الألم الذي كانت تشعر به النساء أثناء الوشم، إلا أن هنو ما زالت تتذكر كيف كانت النساء تتأثرن به بشدة، لكنه ظل تقليدا متوارثا عبر الأجيال.

ويعد المغرب موطنا لأكبر تجمع للأمازيغ في شمال إفريقيا، وتُعتبر اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية اللغة الرسمية للبلاد، ووفقا لإحصاء سنة 2014، فإن أكثر من ربع سكان المغرب البالغ عددهم 35 مليون نسمة يتحدثون إحدى اللهجات الأمازيغية، سواء كانت تريفيت، تمازيغت، أو تشلحيت.

وأوردت هذه الصحف تصريح عبد الواحد فينيغ، أستاذ الجغرافيا وباحث من منطقة إمليلشيل، الذي أوضح فيه أن الوشوم كانت تُرسم في العادة على ذقون النساء أو جباههن أو أيديهن، وفي بعض الأحيان، كانت تُرسم في مناطق حساسة كهدية زفاف تعبيرا عن الحب بين الزوجين، لافتا إلى أن تصاميم الوشوم كانت تحمل معاني متعددة، حيث كانت المرأة تستخدم الوشم لتعبر عن جمالها وقيمتها كشخصية مستقلة.

وأبرزت الوكالة أنه مع انتشار الفتاوى التي تعارض الوشم وتعتبره محرم دينيا، بدأ هذا الطقس الثقافي في الاندثار، حيث قال باسو أوجبور، عضو جمعية “أخيام” للتنمية المحلية، أن النساء اللواتي يحملن الوشوم واجهن ضغوطا اجتماعية كبيرة، مما دفع بعضهن إلى إزالة الوشوم خوفا من العقاب بعد الموت.

تعليقات( 0 )