منعت مجموعة من طلبة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، اليوم الأربعاء 4 يونيو الجاري، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمدينة تطوان، رئيس الحكومة السابق، سعد الدين العثماني، من إلقاء ندوة كان من المبرمج أن يقدم فيها كتابه الجديد بعنوان “الاكتئاب.. الصحة النفسية الإيجابية”.
ويأتي إقدام عناصر من الاتحاد الوطني لطلبة المغرب على منع العثماني من إلقاء محاضرته وتقديم كتابه، للتعبير عن رفضهم القاطع “للتطبيع مع إسرائيل”، في إشارة إلى توقيع العثماني على اتفاق استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل أواخر سنة 2020، حين كان يرأس الحكومة التي كان يتزعمها حزب العدالة والتنمية.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على الشبكات الاجتماعية، بعض الطلبة وهم يلحقون بسعد الدين العثماني، منهم من كان يرتدي الكوفية الفلسطينية، ومنهم من رفع شعارات مناوئة للضيف، من قبيل: “ارحل! ارحل!” و “فلسطين قضية وليست حملة انتخابية”، إلى جانب التلويح بأعلام فلسطين.
ووثقت الصور ومقاطع الفيديو ذاتها للطلبة المحتجين على تواجد العثماني بالكلية، وهم يرافقونه إلى ساحة الكلية وموقف السيارات.
ودفعت هذه الأجواء المتوترة إدارة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، إلى إلغاء الندوة التي كانت مفتوحة، وتحويلها إلى قاعة مغلقة حضرها عدد محدود بين الأساتذة والسياسيين والأكاديميين، بعيدا عن الحضور الطلابي.
وكان قد نشر سعد الدين العثماني في حسابه على منصة “فايسبوك“، مقطع فيديو يوثق للحظات تقديم كتابه “الاكتئاب”، وأرفقه بتعليق يقول: «تقديم توقيع كتاب “الاكتئاب… نحو معرفة أعمق وتعامل أفضل” من تنظيم منشورات الخيام بتنسيق مع مكتبة ألكاراس بتطوان».
وتشير رواية أخرى، إلى أن محاضرة العثماني قد نقلت من قاعة الندوات إلى قاعة أخرى، بسبب محاولة نسفها من قبل الطلبة المساندين للقضية الفلسطينية، الذين منعوا طلبة علم النفس من تنظيم الندوة بسبب حضوره، وتضيف الرواية ذاتها أنه تم “تهريب” العثماني من القاعة بعد دخول المحتجين ورفعهم لشعارات منددة.
ولم يُسجل، حتى الآن، أي تعليق رسمي من طرف العثماني أو من إدارة المؤسسة الجامعية حول ما جرى، في الوقت الذي تم تداول مقاطع فيديو على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، التي وثقت للحظات الاحتجاج داخل الحرم الجامعي.
وبدورها، كانت قد نشرت الصفحة الرسمية لحزب العدالة والتنمية-جهة الدار البيضاء سطات، تدوينة نزار خيرون، عضو المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، التي قال فيها إن الدكتور سعد الدين العثماني التحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمارتيل صباحا وكانت الأوضاع عادية جدا، وكان بعض من “طلبة” ما يسمى النهج القاعدي أمام القاعة التي كانت من المقرر أن تحتضن النشاط قبل أن تغيرها إدارة الكلية، بمعنى أنه لم تتم عرقلته ولم يتم طرده كما يدعون، وكان في القاعة العميد ونائبه وعدد من أطر الكلية وعدد من الطلبة حتى بقي البعضُ واقفا لم يجد مكانا للجلوس”.
وأضافت التدوينة: «تمت المحاضرة في أجواء جيدة.. ولقيت المحاضرة تفاعلا جيدا، وتم تكريم الدكتور في النهاية.. في طريقه للخروج، ولأن هؤلاء “الطلبة” كانوا يبحثون عن أي صورة يجسدون فيها “فتوحاتهم” ، اعترضوا السيارة التي كانت ستقل الدكتور ومن معه إلى خارج الكلية، فاعترضوا سبيلها ونام بعضهم في الأرض أمامها ( لهذا روجوا محاولة دهس) ومنعوها من الخروج فنزل الدكتور وخرج على قدميه إلى خارج الكلية وهم يحاولون الاعتداء عليه وعلى من معه من حراس الكلية».
وجاء في التدوينة: “نسيتُ أن أشير ان هؤلاء “الطلبة” أمام القاعة الأولى(وليست التي نظم فيها النشاط) رفعوا شعارات لمدة ساعة ضد الإسلاميين، ومناصرة لبنعيسى أيت الجيد رحمه الله، وغيرها من الشعارات الناقمة على كل ماهو إسلامي، بالإضافة إلى شعارات أخرى ضد “الاعتقالات السياسية” بالإضافة إلى السب والشتم وحينما لم يجدوا أي تعاطف رفعوا شعارات منددة بالتطبيع وألبسوا وقفتهم لبوس مناصرة القضية الفلسطينية ليكون ذلك الإخراج عند خروج الدكتور”.
وأوضح نزار خيرون إن الطلبة كانوا يتحركون بتوجيه من رجل من خارج الجامعة، قائلا: «المثير في الأمر هو كان معهم رجل من خارج الجامعة يوجّههم ويفتي عليهم ما يفعلونه، يقف أمام الكلية في الشباك ومن يتزعم الوقفة يذهب إليه ويعود، مردفا: «عارٌ ثم عارٌ وأمرٌ مخزي ومؤسف أن يكون هؤلاء ينتمون إلى الجامعة التي عرفناها فضاءً للاختلاف والتسامح والحوار…».
ويُشار إلى أن الدكتور سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، كان قد واجه مجموعة من الانتقادات السياسية والشعبية اللاذعة عقب توقيعه على الاتفاق الثلاثي، بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب وإسرائيل.