ورد اسم السياسي ورجل الأعمال الفرنسي من أصول مغربية؛ عزيز سني، في قائمة المرشحين المحتملين لتولي منصب وزاري أو سكرتارية الدولة في الحكومة الفرنسية الجديدة، التي يقودها رئيس الوزراء؛ فرانسوا بايرو.
وكشفت صحيفة “Le Parisien” الفرنسية، أن الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية قد تداولت في الأيام القليلة الماضية اسم “عزيز سني”، كمرشح رئيسي لتولي حقيبة وزارة الشغل أو الشركات الصغيرة والمتوسطة في الحكومة الجديدة، موضحة أنها تواصلت معه للتأكد من صحة هذه الأخبار، لكنه رفض التعليق على الموضوع.
وواصل المصدر ذاته أن عزيز سني قد ولد في المغرب في سنة 1976، وانتقل إلى فرنسا وهو ما يزال رضيعا لا يتجاوز عمره 40 يوما، ونشأ في حي “فال فوريه” بمدينة “مانت لا جولي” بمنطقة إيفلين الفرنسية. وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي واجهها في الحي الشعبي، إلا أنه نجح في استكمال تعليمه، وحصل على شهادة في النقل واللوجستيك، ثم شهادة ماجستير في الإدارة التشغيلية من مدرسة “إيسيك” في سنة 2004.
وذكرت الصحيفة أن عزيز أطلق في بداية العشرينيات من عمره، شركة “ألانس للنقل والمرافقة”، التي قدمت فكرة جديدة للنقل الجماعي تعتمد على تقاسم تكاليف الرحلات بين الركاب، وعلى الرغم من التحديات التي واجهها المشروع من قبل سائقي الأجرة التقليديين، إلا أنه لاقى نجاحا كبيرا وانتشر في منطقة باريس الكبرى.
ولم يتوقف طموح سيني عند حدود النقل الجماعي؛ بل واصل ابتكاراته بإطلاق صندوق استثماري في سنة 2007، اختار له اسم “ملائكة العمل في الأحياء” لدعم المشاريع الاقتصادية في الأحياء المهمشة والفقيرة، الذي تحول فيما بعد إلى نموذج لدعم ريادة الأعمال الاجتماعية، كما أطلق عدة مبادرات أخرى، من بينها جمعية “مدرسة الاكتشافات” التي تُعنى بتدريب الشباب على مهارات حديثة مثل تكنولوجيا المعلومات.
وذكرت تقارير مماثلة أن ولوج عزيز سني عالم السياسة، كان في سنة 2007 من باب حزب الحركة الديمقراطية “موديم”، بقيادة فرانسوا بايرو، متأثرا بإيديولوجيته، كما كان قد ترشح للانتخابات التشريعية عن دائرة إيفلين الثامنة، وأصبح مستشارا وناطقا رسميا باسم الحزب، وكان يسعى دائما إلى تمثيل الفئات المهمشة في فرنسا، حيث أطلق في سنة 2023، فعالية “دافوس الأحياء الشعبية”، وهو حدث يسلط الضوء على مواهب الشباب ويهدف إلى دعمهم في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية.
وتجدر الإشارة إلى أن عزيز سيني قد حصد في مسيرته الطويلة مجموعة من الجوائز، من بينها: جائزة المبادرة الاجتماعية لسنة 2009، وجائزة الأخلاقيات والحوكمة لعام 2010، كما وثق في كتابه الشهير “المصعد الاجتماعي معطل.. فصعدت الدرج”، تفاصيل من رحلته من الأحياء الشعبية إلى عالم السياسة والأعمال.