مع اقتراب عيد الأضحى، تشهد حركة التنقل بين المدن ارتفاعا كبيرا، حيث يتنقل الآلاف من المواطنين بين المدن والقرى، خاصة من الحواضر الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط وطنجة، إلى المدن والقرى التي ينحدرون منها أو تتواجد فيها عائلاتهم لقضاء العيد.
ويتسبب هذا الأمر في ضغط كبير على وسائل النقل، خاصة حافلات نقل المسافرين بين المدن، وعلى خطوط السكك الحديدية، التي تعمل إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية، في مثل هذه المناسبات، على إعادة برمجة الخطوط وزيادة عدد الرحلات، وهو الأمر نفسه بالنسبة لشركات نقل المسافرين عبر الحافلات، ضمانا لتلبية الطلب الكبير عليها.
غير أن الوضع الاستثنائي الذي يميز عيد الأضحى هذه السنة، والمتمثل في عدم القيام بشعيرة نحر الأضحية، قد يؤدي، حسب مهنيين، إلى تقليص الإقبال على السفر والتنقل بين المدن، بسبب عدول عدد من المواطنين عن قضاء العيد بين ذويهم وعائلاتهم.
وفي هذا السياق، يقول عابدين زين الدين، الكاتب الوطني للنقابة الوطنية لمهنيي نقل المسافرين، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل: “إن إقبال المواطنين على اقتناء تذاكر السفر وعلى الحافلات، في المحطات، وخاصة المحطة الطرقية ‘أولاد زيان’ بالدار البيضاء، ما يزال محدودا جدا بالمقارنة مع السنوات الماضية”.
وأضاف زين الدين، في تصريح لموقع “سفيركم”، أن “أسباب هذا الإقبال الضعيف تعود بالأساس إلى إلغاء شعيرة الذبح في العيد، وأيضا نظرا لاستمرار الدراسة في المدارس والمؤسسات التعليمية، حيث إن تنقل الأسر والتلاميذ والطلبة مرتبط بالعطلة”.
وأهاب المسؤول في نقابة النقل عبر الحافلات بالمسافرين التوجهَ لاقتناء تذاكرهم في الشبابيك المخصصة لذلك، وتجنُّبَ الوسطاء حتى لا تتكرر بعض الممارسات التي كانت تشوب فترات العيد، مشددا على أن هناك أسطولا كافيا وفي حالة جيدة لتلبية الطلب.
أما المكتب الوطني للسكك الحديدية، فقد أعلن عن برمجة جديدة تتوافق مع الطلب المتوقع على خطوط القطارات خلال عطلة العيد، حيث أفاد بلاغ للمكتب بوضع برنامج خاص لتأمين نقل المسافرين من الجمعة 30 ماي إلى الأحد 15 يونيو، بمناسبة حلول عيد الأضحى، وذلك تحسبًا للحركة الدؤوبة للمسافرين التي تعرفها عادة هذه الفترة من السنة.
وذكر البلاغ أن هذا البرنامج، الذي يهدف إلى ضمان نقل المسافرين في ظروف جيدة وانسيابية وآمنة، يتضمن برمجة قطارات إضافية، مع تعزيز العرض بحوالي 237 قطارًا بوتيرة يومية، بالإضافة إلى تكثيف الرحلات نحو الوجهات التي تشهد إقبالًا أكبر.
وأوضح المكتب في البلاغ ذاته، أنه بالنسبة لقطارات “البراق”، فقد تمت برمجة رحلات على مدار الساعة من السادسة صباحًا حتى العاشرة مساء (ما عدا الساعة الواحدة بعد الزوال)، من أجل ربط طنجة بالقنيطرة والرباط والدار البيضاء خلال أيام الذروة، مع الرفع من الطاقة الاستيعابية للقطارات خلال الفترات الأكثر طلبًا.
وأضاف أنه، بالنسبة لقطارات “الأطلس”، فقد تم رفع الطاقة الاستيعابية وبرمجة قطارات إضافية على المحاور الرئيسية للشبكة، بما في ذلك مراكش – الدار البيضاء – فاس، وجدة، الناظور، خريبكة، وآسفي.
وسيتم أيضا، وفق البلاغ، تكثيف الفرق المؤطِّرة المكلَّفة باستقبال المسافرين وإرشادهم، سواء داخل المحطات أو على متن القطارات، إلى جانب تعبئة الفرق التقنية على مدار الساعة، طيلة أيام الأسبوع، بهدف ضمان سفر الزبناء في أحسن الظروف.