نفى وزير الداخلية الإسبانية، فرناندو غراندي مارلاسكا، هذا الخميس، وجود أي “عوائق” تعترض إعادة فتح المعابر التجارية الفاصلة سبتة ومليلية عن باقي الأراضي المغربية، مشيرا إلى أن “هناك قضايا تقنية يجب حسمها” تسببت في عدم فتحها حتى الآن.
وصرّح الوزير الإسباني بذلك لوسائل إعلام إسبانية صباح اليوم، خلال افتتاح المقر الجديد لمركز التعاون الشرطي والجمركي الإسباني (CCPA) في مدينة تويي بمقاطعة بونتيفيدرا أقصى شمال غربي إسبانيا.
وردا على سؤال حول ما يُشاع عن “عوائق” من الجانب المغربي بشأن فتح المعابر، نفى غراندي مارلاسكا هذه الادعاءات، موضحا أن البلدين يشاركان حاليا في عملية تفاوض نتيجة “اتفاق مهم” للتعاون والشراكة، يقوم على “أقصى درجات الولاء والتعاون”، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بأسباب عدم فتح المعابر بعد سنوات من إغلاقها، أشار الوزير إلى أن الهيئات التقنية المختصة تعمل حاليا “بشكل حاسم” على حل هذه القضايا.
وختم بالقول: “ما أؤكده هو أن مستوى التعاون والشراكة بين إسبانيا والمغرب واضح، ومهم، ومرتبط بأقصى درجات الولاء والمصداقية”.
ويأتي نفي مارلاسكا للادعاءات الواردة في تقارير إسبانية، بعد يوم من تجارب استعدادية بين المغرب وإسبانيا لافتتاح المعابر التجارية بعد سنوات طويلة من الإغلاق وتوقف النشاط التجاري المنتظم بين الجانبين.
وأوضحت تقارير صحفية سبتية أمس الأربعاء، أن معبر المدينة السليبة شهد عبور شاحنة محملة بمنتجات تنظيف من سبتة المحتلة باتجاه باقي الأراضي المغربية، مضيفة أن عبورها تم بعد موافقة السلطات المغربية في تطوان على ذلك، وأن هذه العملية قد تمت في حوالي الثالثة بعد الظهر، ومشيرة إلى الجهود الدبلوماسية المكثفة بين السلطات المغربية والإسبانية لضمان نجاح هذه العملية.
وواصل المصدر ذاته أن هذه العملية قد بدأت بمحاولة عبور شاحنة صغيرة محملة بمنتجات تنظيف، موضحة أن الأمس شهد تواصلا مكثفا بين السلطات في تطوان ونظيرتها في سبتة عبر وفد الحكومة الإسبانية الذي كان على اتصال مباشر مع مدريد.
وتأتي هذه العمليات التجريبية إيذانا بما سبق أن تداولته أوساط إسبانية بقرب استئناف النشاط التجاري مع المغرب، لكن بشروط محددة.
ويعتزم المغرب إدخال منتجاته، مثل الفواكه والخضروات والأسماك، إلى مليلية وسبتة، بينما سيتم السماح بدخول بضائع محددة من المدينتين إلى باقي الأراضي المغربية، وفق تقارير إسبانية.
ويبدو أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الجانبين لا يشمل إعادة العمل بنظام المسافرين التقليدي، إذ سيُسمح فقط بعبور بضائع محددة تخضع لشروط مغربية، وليس إمكانية عبور جميع البضائع.
جدير بالذكر أن الاجتماع الرفيع المستوى الذي عقدته الحكومة المغربية ونظيرتها الإسبانية بالرباط في 2022 عقب الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بينهما، أسفر عن خارطة عمل جديدة تتضمن مجموعة من البنود، من بينها افتتاح المعابر التجارية في سبتة ومليلية.
لكن المغرب، حسب العديد من التقارير، يرفض افتتاح المعابر التجارية بالصيغة الدولية، لما يتضمن هذا من اعتراف ضمني بسيادة إسبانيا على سبتة ومليلية المحتلتين، وبالتالي لازال يبحث عن صيغة “مغربية” خاصة.