فرنسا تبدأ في جني أولى ثمار اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء

بدأت فرنسا في جني ثمار اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء، بشكل مبكر، حيث أعلنت المجموعة الفرنسية “Egis” عبر موقعها الرسمي، عن فوزها بصفقة الدعم الفني لمشروع الربط بين القنيطرة ومراكش بالقطار السريع، بتحالف مع شركة “Systra” وشركة “Novec” المغربية.

ووفق المجموعة الفرنسية، فإن الشركات الثلاث ستعمل على تنفيذ الدعم الفني للمشروع المذكور، من أجل إنجاز القطار السريع بين القنيطرة ومراكش، على أن يكون جاهزا في 2030 قبل انطلاق المونديال الذي يُنظمه المغرب بشراكة مع كل من إسبانيا والبرتغال.

وذكرت مصادر مقربة، أن الشركة الفرنسية أعربت عن ارتياحها بعد فوزها بهذه الصفقة، حيث كانت المخاوف داخل الشركة من ذهاب الصفقة إلى شركة “Ineco” الإسبانية التي كانت تُشكل منافسة قوية لها.

ووفق نفس المصادر، فإنه لو كانت الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا استمرت دون إعلان باريس دعمها لسيادة المغرب على الصحراء، فإن الأرجح أن الصفقة كانت ستذهب لشركة أخرى غير “إيجيس” الفرنسية، والأقرب كانت الشركة الإسبانية المذكورة.

وتُعتبر هذه الصفقة أولى المشاريع الاستثمارية التي تفوز بها شركة فرنسية، في انتظار أن تنجح شركات فرنسية أخرى في الفوز بصفقات استثمارية في المملكة المغربية،  في ظل التقارب السياسي بين البلدين، عقب انضمام فرنسا إلى البلدان الداعمة لسيادة المغرب على الصحراء.

جدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كان قد وجه يوم الثلاثاء الماضي رسالة إلى الملك محمد السادس بمناسبة الذكرة الخامسة والعشرين لعيد العرش، قال فيها بأنه “يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية”.

وفي الرسالة ذاتها، أكد ماكرون للملك “ثبات الموقف الفرنسي حول هذه القضية المرتبطة بالأمن القومي للمملكة”، وأن بلاده “تعتزم التحرك في انسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي”.

وتحقيقا لهذه الغاية، شدد الرئيس إيمانويل ماكرون على أنه “بالنسبة لفرنسا، فإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية. وإن دعمنا لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 واضح وثابت”، مضيفا أن هذا المخطط “يشكل، من الآن فصاعدا، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “.

وبخصوص مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، يرى رئيس الدولة الفرنسية أن “توافقا دوليا يتبلور اليوم ويتسع نطاقه أكثر فأكثر”، مؤكدا أن “فرنسا تضطلع بدورها كاملا في جميع الهيئات المعنية”، وخاصة من خلال دعم بلاده لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ولمبعوثه الشخصي. وشدد الرئيس ماكرون في رسالته قائلا “حان الوقت للمضي قدما. وأشجع، إذن، جميع الأطراف على الاجتماع من أجل تسوية سياسية، التي هي في المتناول”.

من جهة أخرى، وبعدما نوه بجهود المغرب من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصحراء المغربية، أعرب رئيس الجمهورية الفرنسية عن التزامه بأن “تواكب فرنسا المغرب في هذه الخطوات لفائدة الساكنة المحلية “.

ويشكل إعلان الجمهورية الفرنسية، العضو الدائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تطورا هاما وبالغ الدلالة في دعم السيادة المغربية على الصحراء. ويندرج في إطار الدينامية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، وتنخرط فيها العديد من البلدان في مختلف مناطق العالم، لفائدة الوحدة الترابية للمغرب ولمخطط الحكم الذاتي كإطار حصري لتسوية هذا النزاع الإقليمي.