في رثاء بلخياط.. أحرار والرجوي تُجمعان على مهنيته وخصاله الحميدة

نعت كل من الفنانة لطيفة أحرار ونجاة الرجوي، المنتج الفني ومدير أعمال الفنانين المهدي بلخياط، الذي ترجل عن صهوة الحياة، صباح يوم أمس السبت، بعد صراع طويل مع المرض.

وأوضحت الفنانة لطيفة أحرار في تصريح قدمته لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أن فقدان مهدي بلخياط في الحقيقة خسارة كبيرة، لأنه كان إنسانا بأنفته، والأشجار تموت واقفة، ومهدي بلخياط شجرة مثمرة، ستبقى دائما جذورها وجذوعها وأغصانها حاضرة.

واستطردت لطيفة أنه “إنسان يجمع الناس رغم اختلافهم، بكرم وسخاء، وكان يحترم شخصية كل واحد، وصدقا هو وزوجته وأسرته، من الأشخاص العزيزين على قلبي جدا. أنا متألمة جدا من فقدانه لأنه ما زال في ريعان شبابه، وكان محملا بطموحات كبيرة وحتى في إنتاجه الفني وفي تدبير أعمال الفنانين الذين اشتغل معهم، كان يتميز بلمسة خاصة، وحس ابتكاري وإبداعي، إضافة إلى جانبه الإنساني”.

وأضافت أحرار بأنها تأثرت برحيل المهدي بلخياط، مشيرة إلى أنها ألغت جميع التزاماتها مع أصدقاء وفنانين ” بعدما شعرت بأن نفسيتي لا تقوى على فعل أي شيء بعد فقدانه”.

وذكرت أحرار “كنا نلتقي بأرواحنا وبوجداننا، ومهدي بلخياط التقيته مرارا وتكرارا، وما أزال أتذكر أنني كنت قد اتصلت به في إحدى المرات، وقلت له أني أريد أن أقوم بجولة فنية أقدم فيها عرضا لأطفال السرطان، لأجد فيما بعد أنه حضر لي قاعة العرض والأطفال وتواصل مع الجمعية المعنية، وقال لي ’شكرا أستاذة‘، ولعبنا في ذلك النشاط بحب وأريحية وإنسانية، فعلا هو إنسان محترم وأتمنى من الله أن يجود على أسرته بالصبر لتحمل فقدانه”.

واستطردت قائلة: “وبصدق خسارتنا فيه كبيرة، فمن جهة فقدنا إنسانا عظيما ومن جهة أخرى غادرتنا كفاءة كبيرة ومتميزة في الترويج للثقافة المغربية سواء داخل المغرب أو خارجه، وحتى مسألة الابتكار والتجديد في اشتغاله في مجموعة من المجالات… وعلى الرغم من أنه من الناس الذين تضرروا في جائحة كورونا، إلا أنه كان دائما متفائلا ومعنوياته عالية، سواء في اللقاءات التي كنا ننظمها أو الاشتغال عن بعد، يعني كان إنسانا متفائلا رغم أن الظروف آنذاك كانت ضبابية، وكان يتسم بروح المبادرة”.

وخلصت لطيفة أحرار بالقول “حين كنا نلتقي كان هناك احترام كبير متبادل بيننا، وحتى نقاشاتنا كانت تتجاوز ما هو سطحي إلى التعمق في الفن ووضعية الفنانين في المغرب وحتى الجانب القانوني والمواطنة والفنون”.

وومن جانبها، أكدت نجاة الرجوي، في تصريح مماثل، على علو أخلاق مهدي بلخياط، قائلة: “هو إنسان طيب، جمعني به العمل في البداية، وبعدها تطورت العلاقة إلى صداقة مميزة، لأنه دائم السؤال عني وعن أسرتي وأبنائي، في الأعياد دائما ما يكون هو أول من يبادر بتهنئتي، وحين أكون بصدد إحياء حفل معين يتمنى لي التوفيق وبعد الحفل يتواصل معي”.

وتابعت قائلة إنه كان صديق الكل ويحب الجميع، موضحة أن روحه جميلة فهو “دائم الابتسامة، ويحرص بشكل مستمر على السؤال عن الجميع، ويرأف لحال الفنانين سواء الذين يعانون من مرض معين، أو الذين لا يجدون فرصا في الوسط الفني، وأتمنى من الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان على فقدانه”.

تعليقات( 0 )