قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إنه يعتزم التنحي عن منصبه بعد تسع سنوات قضاها كرئيس لوزراء كندا، على أن يغادر منصبه بمجرد اختيار زعيم جديد للحزب الحاكم.
وصرّح الزعيم البالغ من العمر 53 عاما، خلال مؤتمر صحفي عقده في أوتاوا اليوم الاثنين، قائلا، “أعتزم الاستقالة من زعامة الحزب ومن منصب رئيس الوزراء بعد أن يختار الحزب زعيمه الجديد”.
وأضاف، “أنا أهتم بعمق بهذا البلد، وسأظل دائما مدفوعا بما هو في مصلحة الكنديين. لكن الحقيقة هي أنه، على الرغم من كل الجهود المبذولة، ظل البرلمان مشلولا لعدة أشهر بعد أطول جلسة في تاريخ البرلمانات الأقلية في كندا”، معلنا أن البرلمان سيظل معلقا حتى 24 مارس أثناء عملية اختيار زعيم جديد للحزب.
ترودو، الذي قاد الحزب الليبرالي لمدة 11 عاما وشغل منصب رئيس الوزراء لمدة تسع سنوات، كان يواجه أزمات متصاعدة، بدءا من تهديدات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية، مرورا باستقالة حلفاء رئيسين، ووصولا إلى تراجع كارثي في استطلاعات الرأي.
وقد تُعتبر استقالته، حسب قناة سي إن إن الأمريكية، خطوة استباقية لتجنب إزاحته قبل الانتخابات العامة المقررة لاحقا هذا العام، والتي يُتوقع على نطاق واسع أن يخسرها.
وقد تُقدَّم الانتخابات العامة الكندية المقررة كحد أقصى في 20 أكتوبر، بعد الإستقالة، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزب الليبرالي بقيادة ترودو سيواجه خسارة كبيرة أمام حزب المحافظين المعارض بقيادة بيير بويليفري، المعروف بخطاباته الحادة و”الشعبوية”، تضيف القناة الأمريكية.
وقال ترودو في المؤتمر الصحفي، “هذا البلد يستحق خيارا حقيقيا في الانتخابات المقبلة ومن الواضح لي أنه إذا كنت مضطرا لخوض معارك داخلية، فلن أكون الخيار الأفضل لتلك الانتخابات”، كما اعتبر أن “رؤية بويليفري ليست الخيار الصحيح للكنديين”.
وكان ترامب قد أعلن عزمه توقيع أمر تنفيذي بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع المنتجات الواردة من كندا، كما اقترح في الأسابيع الأخيرة إمكانية تحويل كندا إلى ولاية أمريكية، وقال “إذا أصبحت كندا الولاية الـ51، فسيتم تخفيض الضرائب بأكثر من 60%، وستتضاعف أحجام أعمالهم التجارية فورا وسيحظون بحماية عسكرية لم يسبق لها مثيل في العالم”.
وقاد ترودو الحزب الليبرالي إلى السلطة عام 2015، متعهدا بجلب “أيام مشمسة” لكندا، ودافع عن قضايا تقدمية مثل مكافحة تغير المناخ ومعالجة الانتهاكات التاريخية ضد السكان الأصليين، لكن السنوات الأخيرة من ولايته شهدت تزايد السخط الاقتصادي.
وفاز ترودو في ثلاث انتخابات، كان آخرها عام 2021، حين احتفظ بالسلطة لكنه فقد الأغلبية الحاكمة، منذ ذلك الحين، حقق حزب المحافظين بقيادة بويليفري تقدمًا بأكثر من 20% في متوسط استطلاعات الرأي الوطنية.
مؤخرا، وجد بويليفري دعما من بعض أنصار ترامب، بما في ذلك إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم ومالك منصة X، وقد وصف ماسك ترودو العام الماضي بأنه “أداة لا تحتمل”، مضيفا أن “فترة حكمه لن تدوم طويلا”.