في فيلم وثائقي.. وزارة الثقافة تُبرز 6 ألوان فنية شعبية بضفاف وادي درعة

أبرزت وزارة الشباب والثقافة والتواصل من خلال فيلم وثائقي، 6 ألوان من “الفنون الشعبية “على ضفاف وادي درعة، وقد تم نشره على البوابة الوطنية maroc.ma يوم السبت 4 ماي الجاري.

الفيلم ركز في 52 دقيقة، على الألوان الموسيقية الشعبية الأكثر انتشارا على ضفاف وادي درعة من أفلان درا إلى باب المحاميد، والتي تتنوع بين ألوان تعتمد على القول فقط وبين ما يجمع الرقص بالشعر.

تحولات الفنون الشعبية:

ويعالج الفيلم الوثائقي التحولات التي شهدتها الفنون الشعبية بضفاف درعة، من حيث المضمون كتحول بعض الرقصات من حربية إلى احتفالية، أو من حيث الشكل من الأداء على ظهور الخيل إلى الأداء على أرض، أو من رقصة بصفين إلى رقصة بصف واحد.

وأشار الفيلم الوثائقي إلى التقاطعات بين فنون شعبية درعية وفنون شعبية مغربية أخرى، كالعلاقة بين فن الرسمة وفن الملحون، وعلاقة القصائد الدرعية بالشعر العربي من حيث الأوزان والبحور والأغراض.

الفيلم الوثائقي اختار 8 فرق محلية ب8 أماكن مختلفة بإقليم زاكورة المتنوعة جغرافيا بين واحة وقصبة ومواقع أثرية في لوحة تشكيلية يعطي للسائح الرغبة في زيارة المنطقة.

الركبة

لون الركبة الذي يمزج بين المدح والذكر والتغني بالوطن وكذا الحبيب والخليل، ويعبر بعمق عن الروح الجماعية التضامنية للقبائل الدرعية. وهو اللون الذي يحضر في الأعراس والاحتفاليات بوادي درعة.

الباحث في التراث اللامادي لدرعة محمد الجلالي، توقف خلال مشاركته بالفيلم الوثائقي، على التحولات التي شهدتها الركبة، من كونها رقصة حربية يؤديها رجال القبيلة قبل المغادرة إلى المعركة وبعد العودة منها وتصطف نساؤها توديعا واستقبالا إلى أن أصبحت رقصة احتفالية، فيما تناول أستاذ الأدب المعاصر والبلاغة سابقا بكلية اللغة بجامعة القاضي عياض الدكتور علي المتقي، انتقال الركبة في مرحلة ثانية من الرقص في صفين متقابلين إلى صف واحد يناسب الخشبة والمنصة.

وقد تم خلال الفيلم الوثائقي تأدية الرقصة من طرف فرقة المايسترو محمد القرطاوي التي أدت عرضها وسط نخيل إحدى الواحات المتواجدة على ضفاف وادي درعة وسط مدينة زاكورة.

الرسمة

الرسمة تعتبر لونا شعريا بامتياز لا يحضر فيه لا الرقص ولا الآلات الموسيقية المتعددة باستثناء الطبل الذي يستعمل للتنبيه وللانتقال والربط بين الأبيات، فيما ينحصر دور النساء الجالسات في مكان مفصول عن جلسة الرجال، في الزغاريد دون الترديد ولا المشاركة في الأداء.

ويعد الشيخ محور الأداء وأساسه في لون الرسمة، فيما يبقى دور أعضاء الفرقة وغالبا ما يكون عددهم اثنين فقط محصورا في الترديد على الشيخ الذي “يقول الكلام” ويضرب الطبل ويتحكم في الإيقاع، ويشترط فيه أن يكون ذا صوت حسن وأن يكون حافظا لرصيد محترم من الأشعار، أما إن كان مؤلفا فهو من صفوة أهل هذا الفن الذين يذيع صيتهم على طول وادي درعة.

وتوقف الفيلم الوثائقي على ثنائية ارتباط الفنون الشعبية بالترفيه وحملها في الوقت ذاته بين ثنايا ثقافة وتربية وعلما، وهو ما عبر عنه “الشٍيخ” مخاطبا “الفقيه” في شعر الرسمة:

يا سيد الطالب أنت قريت وأنا غنيت .. والحرف لي قريت نعطيك جوابو

يا سيد الطـــالب أنت ســـاقيتك  ..  عمــرات وأنا وادي حامـــل بشعـــابو

العبيد

“العبيد” أو “كناوة” هذا اللون يرتبط بمعاناة الرقيق الذين تم جلبهم من الدول الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى، وتدور الرقصة  والكلمات لهذا اللون الشعبي في ضفاف درعة حول الشوق والحنين إلى الوطن الأصل والعائلة، وحول التعلق بالله والدعاء وعدم اليأس من رحمته.

هذا الفن توارثه الأحفاد عن أجداد استقدموا إلى درعة كعبيد وإيماء وبعد تحرر البشرية تحول هذا اللون من حكاية للمعاناة إلى إرث موسيقي غنائي يغني رصيد وادي درعة الثقافي والفني.

أحيدوس

ومن الألوان الفنية الشعبية التي تناولها الفيلم الوثائقي رقصة “أحيدوس”، حيث أن المكون الأمازيغي يعتبر من أهم الروافد الثقافية والفنية لضفاف وادي درعة، خصوصا في المناطق الجبلية ومناطق التقاء الجبل بالصحراء، إذ أن القبائل الأمازيغية تحيي على امتداد وادي دادس ثم وادي ورززات إلى المصب في وادي درعة مناسباتها برقصات أحيدوس وأحواش.

قد تختلف رقصات أحيدوس من قبيلة إلى أخرى، في جزئيات اللباس أو الإيقاع أو الرقص وحتى الشعر، لكنها تجمع على ملامسة الهموم اليومية للقبيلة وقضاياها الاجتماعية والسياسية والقيمية، مثل إجماعها على الأداء المتناسق والحركة جسدا واحدا، فتتقابل النساء مع الرجال تماثلا تارة وتمايزا أخرى، دلالة على وحدة القبيلة وتضامنها، وعلى تكاملها وتراصها في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية..

وهنا انتقل الوثائقي لجماعة النقوب والتقى بفرقة أحيدوس التي تؤدي رقصتها على طريق قبائل آيت عطا، برئاسة الفنان عدي مستور.

دق السيف وأقلال

يتميز “دق السيف” بتنوع آلاته الموسيقية من القصبة والطعريجة والطارة والدف، ثم السيف الذي يسلم فقط لمن له مكانة اعتبارية داخل الفرقة. أما لاعبو أقلال فيكتفون بالطارة والطعريجة والقصبة أما الآلات الأخرى فيعوضها التصفيق المنظم.

وحسب روايات شفهية تتناقل بدرعة فهي تعيد أصل هذين اللونين الفنيين إلى شبه الجزيرة العربية، وتقول إنهما وصلا إلى المغرب واستقرا بزاكورة إثر الفتوحات الإسلامية وهجرة القبائل العربية.

الحضرة

ارتبط فن الحضرة في منطقة درعة بالزوايا الدينية، وتنحصر كلماته وأشعاره في ذكر الله مدح النبي صلى الله على وسلم، كما يعد لونا فنيا رجاليا بامتياز لا تشارك في أدائه النساء.

وقام الوثائقي بتصوير هذا الفن بزاوية سيدي عبد العالي (جماعة فزواطة) والتي تعد مدرسة فنية وتربوية تشهد أحد أكبر المواسم في ذكرى المولد النبوي من كل عام.

مقالات ذات صلة

تقرير: المغرب وجهة عالمية للإنتاج السينمائي بفضل الحوافز المالية والاستقرار

متحف الفن الإسلامي بقطر يحتضن فعالية للتعريف بالتراث والثقافة المغربية

ستراسبورغ.. تقديم كتاب “الحلي المغربية: تاريخ النساء والرموز والحب”

مشروع النفق بين المغرب وإسبانيا لم يعد له فائدة..علماء يتوقعون اندماج البلدين في دولة واحدة

جامعة الحسن الثاني

جامعة الحسن الثاني تصنف بين المراتب المائة الأخيرة خلال سنة 2024

القنصلية المغربية تكشف عن برنامج الأسابيع المغربية في ستراسبورغ

حاتم عمور: أنتج ألبوماتي من مالي الخاص وأحضر ديو مع مشاركة ظُلمت في “ستار لايت”

شوطى لسفيركم: جاءت أجيال ترى كل ما له علاقة بالعربي والإسلامي عدوا

جائزة المغرب للشباب في دورتها الاولى

الشباب المغربي يتألق.. جائزة المغرب للشباب تكشف عن مواهب استثنائية في دورتها الأولى

تعليقات( 0 )