يواصل فيلم “الطابع”، لمخرجه الفنان المغربي، رشيد الوالي، حصد نجاح كبير في عالم السينما، داخل المغرب وخارجه، ولا سيما بعد جولته الفنية الأخيرة في فرنسا، التي التقى فيها بالجالية المغربية المقيمة هناك.
وسافر رشيد الوالي رفقة شقيقه هشام الوالي بفيلمه الطويل، في جولة فنية جديدة عرض فيها عمله الفني الذي اختار له عنوان “الطابع”، والذي يستعيد ذاكرة عمال المناجم المغاربة في الديار الفرنسية، في مجموعة من القاعات السينمائية بباريس ونواحيها، أيام 8 و 9 و 11 و 12 من يوليوز الجاري.
ويحكي الفيلم قصة مهاجر مغربي، قرر العودة إلى الوطن، بعدما قضى عمرا طويلا في مناجم الفحم بفرنسا، مجسدا بذلك قصص الكثيرين ممن هاجروا بلادهم لأجل حلم وغد أفضل، لكن هذا الغذ أصبح سنين طويلة ذهبت سدى في ظلمة المناجم، ليجدوا أنفسهم في آخر المطاف عائدون إلى أوطانهم ولم يجنوا سوى المرض.
ويسلط فيلم “الطابع” الضوء على فترة زمنية ما تزال محفورة في أذهان المغاربة، ناهيك عن كونه محمل بباقة من الرسائل الإنسانية التي تنتصر لقيم الأخوة، التضامن والأسرة والحوار الثقافي، بعيدا عن أي اعتبار ديني أو عرقي أو سياسي.
وكان تفاعل الجالية المغربية بفرنسا مع الفيلم متفردا، حيث استقبل مغاربة فرنسا الأخوين الوالي استقبالا حارا كما قدموا لهم باقات ورود، إضافة إلى أن تفاعلهم مع الفيلم كان إيجابيا، حيث تعالت الهتافات والتصفيقات التي تترجم إشادة الحاضرين بـ”الطابع”.
وعقب عرض الفيلم شارك الحاضرون آرائهم بكون هذا الفيلم لا يجسد فقط قصة واحدة بل جزءا من قصص آلاف الأشخاص من جنسيات مختلفة أفنت عمرها في مناجم الفحم الفرنسية، ومن بينهم الصحفية المغربية سميرة الكادير، التي تشتغل في قناة TF1، والتي أكدت أن والدها كان من عمال المناجم المغاربة هناك، مبرزة أنه كان يشتغل ممددا لثماني ساعات في اليوم.
ولم ينل فيلم “الطابع” الإشادة فقط من جمهور الجالية المغربية بفرنسا، بل كان أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك، قد أكد في تصريح سابق لموقع “سفيركم” على هامش عرض فيلم “الطابع” في سينما أطلس بمدينة الرباط، “فخور جدا ، ويسعدني أن أقول أن العمل الذي قام به رشيد مميز حقا، حيث يعد إنجازا بارزا في مجاله”.
وكان قد أكد مستشار جلالة الملك أن “جميع الرسائل التي يحملها هذا الفيلم مؤثرة ودقيقة للغاية، وتمثل بشكل رائع واقع بلادنا في الوقت الحالي وما يقوله للآخرين” لافتا إلى أنه لا يمكن إلا أن يكون هذا العمل “مصدر فخر للجميع، يعكس الحقيقة التي عاشها المغرب على مدى العقود الماضية”.
تعليقات( 0 )