يستعد المبعوت الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية ستافان دي ميستورا لتقديم إحاطته السنوية حول عمله في تنزيل قرارات المجلس، المرتبطة بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، خاصة قرار مجلس الأمن الأخير في نونبر 2024.
وعقد دي مستورا لقاءات شملت المغرب ومخيمات تندوف ونواكشوط والجزائر، استمع من خلالها وكما جرت العادة إلى وجهات نظر هذه الأطراف بخصوص ملف الصحراء المغربية، قبل أن يحرر تقريره الذي سيقدم في جلسة المجلس الذي ستعقد الأيام المقبلة.
وبعد هذه الجولة من المشاورات يتساءل الكثير من المتتبعين لملف الصحراء المغربية، عما إذا كان المبعوث الأممي قد حقق جديدا أو اختراقا في مواقف الأطراف المعنية بالنزاع، ولاسيما أن تصريحات هذه الأطراف تشير إلى أن المواقف لم تتغير، خاصة من طرف البوليساريو والجزائر اللذان يرفضان العودة إلى الموائد المستديرة.
وفي هذا السياق قال محمد سالم عبد الفتاح رئيس مرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إنه لا يبدو أن دي ميستورا حقق الكثير في مهمته بخصوص تنزيل توصيات قرار مجلس الأمن الماضي، والقاضي بجمع الأطراف المعنية على طاولة المفاوضات، لأن طرفا رئيسيا الذي هو الجزائر يرفض الامتثال لقرارات مجلس الأمن ويرفض الإنخراط في الطاولات المستديرة.
ولفت الخبير في الشؤون الصحراوية، إلى أن هذه المرحلة طبعها تحقيق مكاسب للمملكة، في القضية الوطنية خاصة بعودة الرئيس ترامب للرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية والاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء وتنزيل ذلك على أرض الواقع، وتجديد الخارجية الإسبانية موقف إسبانيا الداعم لمغربية الصحراء، و تضافر المعسكر المؤيد للحكم الذاتي إفريقيا ودوليا.
وأوضح المتحدث أن إحاطة دي ميستورا المقبلة لمجلس الأمن ستركز على الوضع الميداني، وكذا التقدم الحاصل في البنى التحتية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، والمرافق التي يتم إنشاؤها والمسار التنموي والحقوقي فيها، بما في ذلك الحدث الأبرز وهو قرب افتتاح المعبر الجديد بين السمارة وبير أم گرين الموريتانية لما له من أهمية كبيرة.
وستتناول إحاطة دي ميستورا كذلك، حسب رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، الوضع الأمني والحقوقي والانساني المتردي في تندوف، حيث تجدد الاصطدامات والاختطافات والاعتداءات على المدنيين، وتغلغل الخطاب الديني المتطرف، وارتباط الجبهة الانفصالية بجماعات مسلحة وإرهابية، مقوضة للأمن والاستقرار في منطقة الساحل، وغير ذلك من المظاهر التي باتت تعيش على وقعها المخيمات في تندوف.